بعد ست سنوات، في عام 2021، سيحتفل سعداء الحظ الذين سيبقون أحياء، بمرور عشر سنوات على شيء حدث في 2011.
الشيء لن يوصف، سيقول البعض إن اسمه "الربيع العربي"، ويقول الآخرون "الخريف العربي". وصف "الشتاء العربي" لن يغيب عن الكلام أيضاً. وحده "الصيف العربي" سيُظلم. الصيف في اللغة العربية ليس فصلاً ذا دلالة.
الله أعلم أين سنكون نحن، الله أعلم أين ستكون مصر والسعودية وسوريا وتركيا وإيران وإسرائيل، والله أعلم أين سيكون الباقون. ولكن ما سنتفق عليه من البداية هو ضرورة الإشارة لمرور عشر سنوات على "الشيء"، بدون تسميته، لأن تسميته ستشعل حروباً أهلية صغيرة. وفي الغالب، وتفادياً لكل المشاكل، ستسود صيغة واحدة وموحدة، "الشيء الذي حدث في 2011".
ولكن مشكلة أخرى ستعطل الاحتفال. بالأساس، هل هو احتفال أم إحياء ذكرى؟ لأن بالتأكيد هناك الكثيرون بيننا، إذا ظلوا أحياء، ممن لن تعجبهم كلمة "احتفال"، والكثيرون الآخرون ممن سيرون إحياء الذكرى لا يليق إلا بالموتى فحسب، ولن يعجبهم هذا. وربما، تفادياً لوجع الدماغ، نصل لصيغة مفادها أنه بمناسبة مرور عشر سنوات على الشيء الذي حدث في 2011 فها نحن نعيد التذكير بهذا الشيء.
بعدها سيحاول الأحياء بيننا بدء الحكاية، بدء حكاية الحكاية، قبل التحليل والتفسير والتفكير، سيحاولون أن يشرحوا للناس ماذا حدث، وغالباً، غالباً جداً، ستبدأ كل الحكايات، كل ملايين الحكايات التي ستتردد في أنحاء العالم العربي والشرق الأوسط بجملة واحدة: "كان هناك شخص أشعل النار في نفسه".
ستصبح "كان هناك رجل أشعل النار في نفسه" بمثابة "كان يا ما كان"، محركاً لبدء كل أنواع الحكايات، من مختلف المناظير والرؤى. الشيء المفرح أن أحداً لن يجادل في هذه الصيغة، والشيء المؤسف أن بعدها لن تمر أية كلمة إلا بعد معركة.
نص نائل الطّوخي ورسم مخلوف