عام 2005 تأسست في رام الله "شاشات لسينما المرأة في فلسطين" بهدف بناء قدرات المخرجات الفلسطينيات وتطوير هذه القدرات إيماناً بأهمية تقديم وجهات نظر النساء في ما يحدث حولهن من تغيرات اجتماعية وسياسية. وهكذا بدأ تركيز المؤسسين، وفي مقدّمتهنّ الدكتورة علياء أرصغلي، على عمل ورشات عملٍ تدريبية ودعم إنتاج أفلام قصيرة، روائية ووثائقية، لنساءٍ قادماتٍ بمعظمهن من مناطق الهامش الفلسطيني. جرى العمل على إنشاء شبكة تضمّ جامعاتٍ ومخيمات فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، ومؤسسات ثقافية في المنطقتين. ولدعم كلّ هذا، أحدثت المؤسسة مهرجاناً سينمائياً سنوياً لم يغب منذ إنطلاقه إلّا عام 2014 بسبب الحرب على غزّة. المهرجان يقوم على انتقاء أفلامٍ من إنتاج "شاشات" وعرضها في أكبر عدد من الجامعات والمخيمات والمراكز الثقافية الفلسطينية.
بين 12 تشرين الثاني / نوفمبر و11 كانون الأوّل / ديسمبر 2016 جرت النسخة العاشرة من المهرجان، وقدمت العروض 90 مرّة في 17 مدينة ومخيمين ومدرسة موزّعة في الضفة وغزة. اختيرت أربعة أفلام: "موطني" لنغم كيلاني، يناقش مسألة شتات الهوية الفلسطينية انطلاقاً من مراقبة الطريقة التي ينظر بها أبناء مدينة نابلس وقراها ومخيمها إلى بعضهم، و"صيف حار جدا" لأريج أبو عيد، يروي قصة الحرب على غزة من وجهة نظرٍ شخصيةٍ مؤثرة، و"جرافيتي" لفداء نصر، يقدم إحدى قصص انتفاضة السكاكين، و"صالحة" للنا حجازي ويوسف عطوة عن الحياة في قرى النقب المهدّدة طول الوقت بالهدم والإخلاء.
الدفتر يقدّم جانباً من المناقشات التي تلت عروض الأفلام كما حررها المسؤولون عن إدارة هذه النقاشات، وهي تعطي بعداً جديداً لأعمالٍ فنيّة متقنة بعد أن دخلت حيز الجدل الاجتماعي، كما تكشف بشكلٍ كبير رؤى الفلسطينيين المختلفة لواقعهم وتحولاته.