كنّ على الدوام "يساعدن" في الأعمال الزراعية والحرفية والمنزلية، بلا أجر على الأغلب، وبلا اعتراف بقيمة عملهن. وهنّ يَستنفرن حين تقع مصيبة في العائلة، فيصبحن المعيلات الأساسيات، أو حتى الوحيدات – ويُبرز هذا الدفتر نسبتهن الكبيرة والتي لم تترافق، هي أيضاً، مع الإقرار الاجتماعي بها - ويتصدين لأعمال شاقة في الأغلب، متحليات بصبرهن "المعروف"، ودقتهن في الأداء، وقوة تحملهن، واستعدادهن لنكران الذات، وقدرتهن الكبيرة على التضحية.. مما يُفترض أنها صفات أنثوية.
ويجري استغلال هذه "الصفات" (المكتسبة من قبل النساء عبر تاريخ طويل من تقسيم العمل الاجتماعي، ومعه مقدار من الاضطهاد اللاحق بهن) حتى في الأعمال النظامية، فتسند إليهن مهامٌ بعينها مناسبة لتلك الصفات ول"طبيعتهن"، والأهم من ذلك أنه يجري تبخيس أجورهن ومكانتهن في العمل، والتغاضي عن حقوقهن سواء القانونية أو تلك العائدة لاحترام آدميتهن..
ولم يفعل توسّع قطاع الاقتصاد الموازي الذي باتت نسبته غالبة، وخصوصاً في بلداننا، ومعه تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للأغلبية الساحقة من البشر، سوى أنه عزز هذه الوضعية، مخرجاً إياها من الإطار العائلي إلى السوق.
كما جاءت القفزة الثالثة في مسار تأنيث العمل الهش، مع تعاظم تفكيك أطر العمل وقوانينه بفعل ما سُمي "الأنماط الجديدة" من النشاط الإنتاجي، الذي يجري التغني بها بوصفها "حداثية"، ترتكز إلى التنظيم الشخصي الحر للعمل، وتتحرر من.. الحقوق المكتسبة، كالتعويضات والضمانات وتحديد ساعات قصوى للشغل الخ..
وفي الاقتصاد الموازي كما في هذا النمط الجديد، يتنافس في الهشاشة العمال الذكور مع العاملات، تماماً كما يتبارون في مزيد من الانحدار إلى أوضاع بائسة.
تسعة نصوص من خمسة بلدان، تتناول قطاعات عمل مختلفة. ترسم ملامح شخصيات نسائية، وسِيَراً تستدعي التأثر والإعجاب والاحترام. فإلى فاطمة.م "القاعدة في البيت" كما تُصنّف، وصابرين بائعة الرصيف، وأم عبد الرحمن عاملة ورشة الخشب، ومنى بائعة الشاي، وزينب العاملة في معامل حفظ السمك، ونادية العاملة في مصنع للنسيج، وإلى المشتغِلات في توفير الخدمات والبيع عبر الإنترنت، أو في الزراعة أو في مصانع كبرى.. إليهن جميعاً تضامن أخواتهن، الباحثات والكاتبات والفنانات اللواتي تولين إعداد هذا الدفتر، بكل حب.
مصر
الاسكندرية: الكفاح اليومي لسيدات الرصيف
12-03-2020
الجزائر
الجزائر: فاطمة م. امرأة " قاعدة في البيت"
21-03-2020
السودان
المغرب
طنجة: نِساءٌ من قماش
01-03-2020