وما أرض الرافدين بلا أنهارها؟
وسائل الإعلام كلها تتناقل أخباراً مصحوبة بالصور والفيديوهات عن جفاف نهري دجلة والفرات. ليس في الأمر مفاجأة ولا هو نتيجة لكارثة طبيعية. هذا متوقع منذ سنوات، والأهم أنه كان وما زال بالإمكان تلافيه وعلاجه، لولا الفساد المتفشي في الادارات العراقية من رأسها حتى أخمص قدميها، وإمعان السلطات بالاستهتار بالناس، وعلى ذلك ترك السلوكين التركي والايراني في الشأن يأخذان كل مداهما.
يهدد الحال بتغيير كامل في صورة العراق كما عُرف منذ خمسة آلاف عام حتى الآن، وبزوال بنيته الاجتماعية، إن لم يكن بفنائه.. وليس في هذا أي مبالغة درامية. فالمؤشرات المائية العالمية، وأبرزها "مؤشر الإجهاد المائي"، تتوقع بأن العراق سيكون أرضاً بلا أنهار بحدود 2040 - أي غداً! وبعد ثمانية أعوام (2025) ستكون ملامح الجفاف الشديد واضحة جداً في عموم العراق.
عشرات آلاف الاشخاص أصيبوا بحالات تسمم في الايام الاخيرة من شهر آب/ أغسطس هذا، وغصّت بهم المشافي غير المجهزة، فقرر مجلس الوزراء - بعد وقوع الكارثة الجديدة - "إرسال ما يلزم من أدوية، ووجوب فحص نسب المعقمات في المياه، وتفعيل مشروع الصرف الصحي المتوقف منذ 2015..".
(*) العراق يموت، عنوان تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية
اللوحة لـ: أمل الركابي، من العراق