غزة فوق العالم
يُخيِّم على العالم شبحٌ من السواد الخانق. وثقوا أنه إن لم يكن اليوم، فغداً: لا نجاة من دون نجاة غزة.
يُخيِّم على العالم شبحٌ من السواد الخانق. وثقوا أنه إن لم يكن اليوم، فغداً: لا نجاة من دون نجاة غزة.
"مول صفاقس" ليس مجرد مركز تجاري، بل هو بمثابة مشهد مركزي لإعادة تشكيل الفضاء الحضري وفق منطق السوق. بنيته المغلقة، أَمنيّته المشدّدة، علاماته التجارية المنتقاة، كلها تُنتج تصوراً خاصاً للمدينة كمساحة مُفلترة، محمية، محكومة بمنطق الاستهلاك والتمايز. إنه فضاء يُعيد صياغة العلاقات الاجتماعية من خلال تراتبية الوصول إلى المكان، ويُقسّم المدينة إلى داخل أنيق مُراقب وخارج فوضوي مُهمّش. السؤال إذاً لم يعد فقط: ما مستقبل صفاقس بعد نزع التصنيع؟ بل...
بينما يُحاصَر أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة خلف جدران وأسلاك شائكة منذ ما يقرب من عامين، ويتعرضون الى حرب إبادة نشطة، وتمنع عنهم سلطات الاحتلال وصول المساعدات الطبية والغذائية، فضلاً عن صعوبة نقل المصابين خارج القطاع، يتمتع المستوطنون الإسرائيليون بحرية التنقل، عبر منظومة علاقات دولية تحرص على توفير ممرات "برية" آمنة، وسفن إجلاء في أوقات الأزمات، فضلاً عن الرحلات الترفيهية والسياحية.
في الثالث والعشرين من آب/أغسطس الفائت، كانت منطقة الحسوة في مدينة عدن، على موعد مع كارثة أمطار غزيرة، وسيول جارفة قادمة من الأودية الشمالية في محافظتي عدن ولحج. كانت تلك السيول متدفقةً بقوة في مجرى وادي الحسيني، مجتاحةً منطقة الحسوة، في طريقها إلى البحر الأحمر عند سواحل خليج عدن. تعرضت أحياء منطقة الحسوة لأضرار بالغة، إذ غمرت المياه كثيراً من أحيائها السكنية غمراً كليّاً، بينما تحوَّل عددٌ من الأحياء الأخرى...
وضعتْ غزّة كلّ مَن ليس يعيش الإبادة بداخلها أمام أسئلة كثيرة ومؤرّقة. لقد فشلنا في إيقاف أفظع المَقْتَلات وأكثرها وضوحاً وحضوراً. إذاً، لا بدّ أن هذا الفشل يقول شيئاً ما...