المقداد جميل مقداد، الشاب المثقف، الصادق، والشفاف، الذي يكتب منذ عام تقريباً، وباستمرار، تقاريره وآراءه الى "السفير العربي"، وذلك من بين نشاطات أخرى مجتمعية مهمَّة يتولاها، أرسل لنا يوم 18 أيار / مايو 2025 هذه الرسالة، رداً على ما أردناه أن يكون اطمئناناً عليه وعلى عائلته، ووصفاً للحالة. ننشرها كما وصلتنا لاعتقادنا بأنها وافية، ودقيقة، وبالغة الأهمية.
بما أن الدولة لم تعد تضمن السكن كحق اجتماعي، صار على السكان ابتكار استراتيجيات بديلة، مثل الاستيلاء على الأراضي، أو تطوير اقتصاديات غير رسمية تتيح لهم البقاء في المدينة. ترتبط هذه الإشكالية الحضرية بتغير طرأ على المدن التونسية، التي تحولت من مدن مدمجة إلى "مدن مقطعة ومجزأة". فسياسات السكن تلك لم تخلق فقط فجوات اقتصادية فحسب، بل أنتجت أنماطاً جديدة من العزل الاجتماعي، حيث تعيش الطبقات الشعبية في أحياء مقطوعة...
في الوقت الذي تؤكد الجهات الرسمية أن هدف إخلاء وترحيل بعض سكان الأحياء العتيقة أو العشوائية في مدينتي الرباط والدار البيضاء، هو "تطوير المدينة"، يرى السكان المتضررون أن هذه العمليات تمت على نحو سريع و"تعسفي"، من دون مراعاة لحقوقهم الكاملة، من قبيل منح تعويضٍ مالي مناسب أو بدائل سكنية لائقة. فهل فعلاً صارت هذه الأحياء ضحية لمشاريع المونديال؟