لا أريد الرحيل، لأني أعرف أن تحمّل الحرب عن بُعد أصعب من عيشها على الأرض... كنت ممتلئة بوهم العودة إلى المنزل، منزلنا الكائن في "الضاحية الجنوبية"، المنزل الذي لطالما مللتُ العيش فيه. الآن، لا أفهم طبيعة وقوعي في حبّه، بعد اثنين وثلاثين عاماً من العيش تحت سقفه.
لا توجد جدوى للصمود، ما لم يرتبط بالتصدي للاحتلال. استخدم المانحون "الصمود" كإطار جديد، يتماشى مع المرحلة الفلسطينية، ويراعي المشاعر الفلسطينية والحس الوطني السياسي، وكأن التنمية تحدث بتسمية وتبنِّي مصطلحات رنانة. وبذلك أُفُرِغ مفهوم الصمود من دلالاته التطبيقية، وتمّ حرف مساره من قبل المانحين. وهناك جزء من المجتمع الفلسطيني، تماهى مع أجندة المانحين، بدليل تبني عددٍ من المشاريع التنموية (الوهمية) ضمن إطار "الصمود".
وقع النصيب الأكبر من الحرائق الأخيرة في محافظتي"اللاذقية" و"حمص". ووفق معلومات محلية مصدرها مديريات الزراعة في هاتين المحافظتين، فإنّ هناك ثمانين موقعاً اشتعلت فيها النيران بشكل مفاجئ، ودفعة واحدة، مما يجعل من حضور العامل البشري في إشعالها كبيراً. وفي حمص، بلغ عدد أشجار الزيتون المحترقة 68.8 ألف شجرة. ولم يُعلن حتى الآن عن الخسائر في "اللاذقية"، والمتوقع أن تكون أكبر من "حمص"، بسبب المساحات الشاسعة التي احترقت.