من خلال تحركه الأخير وتحشيده الكبير لأنصاره وزعماء العشائر وحرقهم للسفارة السويدية ودخول المنطقة الخضراء، وضع الصدر قادة "الإطار التنسيقي" الحاكم بين خيارين أحلاهما مرّ: فإما أن يعاضدوه في تحركاته، وهو بهذا يضعهم أمام أزمة دبلوماسية لمخالفتهم الاتفاقات الدولية، أو أن يحاولوا ردع أنصاره، مكتفين بالردود الدبلوماسية، مما يحرجهم أمام أتباعهم.
طوال حياتهما، كان حسن السيد وزوجته المقيمان في إحدى قرى محافظة الفيوم، ضمن القاعدة الصامتة لأي رئيس يصل إلى الحكم. يرددان تبريرات أي قرار سياسي يأخذه، ويؤمنون بها إيماناً كاملاً، ويكنون كل الاحترام له. منذ بداية شبابهما، لم يستفيدا من أي قرارٍ حكومي، وعلى الرغم من ذلك، كانا يتكيفان مع الوضع، طالما هناك هامش للتكيف. كل ما كانا يسعيان إليه هو العيش الهادئ وحدّ الكفاف.
هذه محاولة لفهم التفاضل السكندري القاهري الذي أشاعه جيلي في مواقع التواصل الاجتماعي منذ بداياتها الأولى، ثم دارت الأيام وأعيد تدويرُه حتى انفصل عن سياقه ومسوّغاته، وحتى زالت الفواصل فيه بين المزاح والجدية. والآن أرى جيلاً يتفاخر بإسكندرية لم يعرفها ولم يعشها، بل يعيش على أمجاد مرويّة أشبه بالأساطير.