الموضوع هنا لا ينبغي أن ينحصر حول فتوى جواز قتل اللص، وما إذا كانت صحيحة أم خاطئة، فالجدل ليس فقهياً، بل هو في لُب السؤال الكبير: لماذا يضطر الناس لتطبيق القانون باليد؟ ولماذا تنتشر عصابات اليافعين وهم أنفسهم ضحايا الفقر...
يطلِق عليهم البعض اسم "المستقلين". يخطئون ويترددون ويغضبون لكن يدركون أنّ عليهم، أكثر من غيرهم، التحلي بالهدوء والموضوعية دون الوقوع في براثن وسماجة الحياد. فمتى تشهد مصر من جديد جمعاً مستقلّاً مبادِراً بنّاءً فريداً، يغتنم ـ كما غنيم ـ كل فرصة لتحديد مكمن العتمة من أجل فتح طاقة يدخل منها النهار؟
الغالبية العظمى هنّ سجينات على خلفية قضايا سياسية دون أي شبهة تورط في عنفٍ، وأن الظروف القاسية المحيطة بهنّ لا تتعلق فقط بما يعانين منه داخل أماكن الاحتجاز، ولكن بحجم ما خلفنه وراءهنّ من غياب موجع ومدى قدرتهنّ الصحية والنفسية على استكمال الحياة بعد انتهاء تلك التجربة.