تستمر العلاقات الاستعمارية القائمة على النهب ونزع الملكية (وكذا تجريد الآخر من إنسانيته) ونقل الكُلفة الاجتماعية البيئية الى البلدان الطرَفية. لكن ذلك يجري هذه المرة باسم الانتقال نحو الطاقات المتجددة. ونحن نواجه في الواقع النظام ذاته، لكن مع مصدر طاقة مغاير: نَقلونا من المحروقات الأحفورية إلى الطاقة الخضراء، فيما يجري الحفاظ على نماذج الإنتاج والاستهلاك نفسها.
بدأ نضال السُّلاليات منذ عام 2007، بنساء ينتمين إلى قبائل تَعتبر أنّ احتمال زواجهنّ من غرباء يُفقدهنّ حقهنّ في أراضي آبائهنّ. وبالتالي حُرمت كل النّساء من حقوقهنّ! حُسمت القضية عام 2019، بصدور قانون ينصّ صراحة على المساواة بين الذكور والإناث أعضاء الجماعة السّلالية، سواء في عضوية الجماعة والاستفادة من أملاكها، أو في إمكانية تحمّل مسؤولية تمثيلها. كان ذلك انتصاراً عظيماً.
تعز مدينة مفتوحة للقادمين إليها في السلم وفي الحرب. وهي احتفظت لنفسها بخاصية لا يمكن أن يتجاوزها من يختار الإقامة الدائمة فيها، وهي تلك القدرة على صهر الهويات في حيّزها الجغرافي... دفاع الأرض عن نفسها في وجه القهر المزمن وانتهاك حق ساكنيها الذين طبّعتهم على نبذ العنف واعتناق السلم كثقافة.
مع إصدار الحكومة الانتقالية في السودان في تموز/ يوليو 2020 قانوناً يُجرِّم ختان الإناث، تكون المعركة ضد هذه الممارسة قد سجلت مكتسباً وصلت إليه النساء بعد سنوات طويلة من العمل المتصل على المستوى الرسمي وعلى مستوى المجتمع المدني، جعل المجموعات المناهضة للختان تتنفس الصعداء، ليس لأنّ المعركة انتهت بل لأنّ الدولة وضعت القضية الشائكة في مسارها الذي ينبغي أن تكون فيه.