"أنا ممتنة لهم، ليس فقط على التعليم، ولكن على زرع الثقة بالنفس والقدرة على الحلم". تجربة نساء في جمعية بدأت لمحو الأمية، ثم صارت للتعليم واكتساب المهارات. ومن المؤكد أنه يوجد سواها كذلك، وأن تلك هي التجارب التي تجعل مجتمعاتنا تستمر واقفة على قدميها على الرغم من كل الاضطهاد والإهمال الذي تعاني منه. قصص تستحق أن تُروى.
على الرغم من الارتباك ومن كل الارتدادات الرافضة، عاد الوضع ليفرض التطبيع، الآن وحالاً، كما أرادت له الدائرة الضيقة. لكن لماذا؟ رضوخاً للابتزاز الأمريكي وللضغوط الإماراتية، وأملاً من الجناح العسكري في الحكم بدعم أمريكا وإسرائيل له للتخلص من الجناح المدني.
يعيش اليمن أسوأ ما يمكن تخيله من الفظاعات ومشقات الحياة وعذابات جهنم. لكن التعريف المجتزأ لأزماته، أو التعبير عنها بلغة ومناهج البحث الخاصة بالمنظمات الدولية، يغيّب الكثير من الحقائق ويجعل ترابطها أمراً مستعصياً.
غالباً ما ترتبط مصائر النساء بالحروب، فيكنّ أكثر من يدفع أثمانها، وتُمارس ضدّهن أشكالٌ مختلفة من العنف المجتمعي والسياسي والاقتصادي، ثم تُهمّش حكاياتهن فيما بعد. كان لافتاً حضور النساء، من كل الأعمار والشروط الاجتماعية والمناطق، في ساحات التحرير طوال "انتفاضة تشرين"، متحررات مما لحق بهن من ضيم خلال السنوات التي سبقت الانفجار الكبير.