أنجز هذا التحقيق ضمن أنشطة شبكة المواقع الاعلامية المستقلة حول العالم العربي، والتي تضم علاوة على "السفير العربي"، "أوريان 21"، "مدى مصر"، "حبر"، "ماشاالله نيوز"، "المغرب الناهض"، "نواة"، و"باب المد".
كيف وُلدت أو نمت مجموعات سياسية ناشطة، متعددة، متضامنة مع فلسطين في مدينةٍ ألمانية صغيرة نسبياً ومحافِظة إلى حد بعيد؟ يهدف هذا النص، وال"بودكاست" المصاحب له، إلى دراسة مدينة "مونستر" في ولاية شمال الراين - وستفاليا كحالة ألمانية خاصة، حيث تطورت سريعاً العديد من مجموعات التضامن مع فلسطين، وفعّل الناشطون حركتهم في أعقاب الإبادة الجماعية المروعة في غزة التي ترتكبها إسرائيل منذ ما يزيد عن عام. إنها محاولة لفهم ما شهدته هذه المجموعات، التي تعمل على خلفية بيئة اجتماعية غير مرحِّبة إلى حدّ كبير، من تحولات للمقاربات القمعية التي مارستها وتمارسها الدولة، والشرطة، ووسائل الإعلام، والمجتمع المدني، والمؤسسات الأكاديمية، وحتى "اليسار" الألماني، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، لإسكات الأصوات الداعمة لحرية فلسطين، والداعية لإنهاء الإبادة في غزة، ومحاسبة إسرائيل والمتواطئين معها - بمن فيهم الحكومة الألمانية.
"مونستر" نموذج مصغّر للناشطية السياسية المتجرِّأة على تجاوز الخطوط الحمر الألمانية التي تحيط بكلّ ما يخصّ إسرائيل، فتتلطّى خلف ذنبِ إبادةٍ سابقة ارتكبتها ألمانيا النازية، لتعفي نفسها من مسؤوليتها تجاه إبادةٍ أخرى ترتكبها اليوم بحق الفلسطينيين. يتضمّن المشهد الناشطي مجموعات مثل "بالستينا أنتيكولونيال" ("فلسطين ضد الاستعمار")، وهي المجموعة الأكبر والأقدم، التي تنشط في مناصرة فلسطين في المدينة، و"طلاب من أجل فلسطين" التي أسسها طلاب "جامعة مونستر" على الرغم من منعم المستمر من إقامة النشاطات في حرم الجامعة، بالإضافة إلى مبادرات إعلامية مستقلة مثل "أنرست راديو" الذي أخذ على عاتقه فضح التناقضات الألمانية، وملء الفراغ الإعلامي الهائل تجاه موضوع غزة، في مقابل ما تمارسه وسائل الإعلام المحلية من تشويه للحقائق، وتحريض على الناشطين.
ألمانيا و"ذنْبها": تكرار الجريمة باسم عدم تكرارها
16-11-2023
فلسطين إذ تعرّي "المكارثية" السائدة من جديد
18-01-2024
المناضلون والمناضلات من أجل فلسطين في هذه المجموعات متنوعون للغاية، من عرب، ومهاجرين من دول الجنوب العالمي، وألمان. طلاب وعائلات متعددة الأجيال، وناشطين أمميين، ومنهم يهود معادون للصهيونية وغيرهم. يسمح هذا التنوع بفهم المشهد الأشمل في ألمانيا. فمدينة "مونستر" نموذج مصغر أيضاً للممارسات القمعية متعددة المصادر. أسأل في البودكاست عدة ناشطات وناشطين سياسيين عن أشكالها ومداها وسبل مقارعتها حسب تجربتهم، حيث يستعيدون أمثلة محددة عن الإجراءات والحوادث وقرارات المنع والقمع الممنهجة التي اختبروها.
يتفق الناشطون على فكرة ضرورة إجراء تقييم مستمر لهذه الحركات، خاصة في ظل محدودية قدرتها عالمياً على تحقيق الضغط الكافي لإيقاف الإبادة، هدفها الأول من بين عدة أهداف أخرى طويلة الأمد متعلقة بمقارعة الاستعمار ونظم القمع العالمية. وهم يخْلصون إلى ضرورة استكشاف طرق جديدة للضغط على الدولة الألمانية والمؤسسات، والمصانع المتورطة بصناعة قطع الأسلحة، وتصديرها، وزيادة الضغط في الدول التي تمثّل مراكز استعمارية قوية داعمة بكل الأشكال للاحتلال الإسرائيلي.
يمكنكم الاطلاع على النسخة الطويلة من هذا التحقيق، باللغة الانجليزية، عبر هذا الرابط : https://shorturl.at/u9Wci