مكاتب أشباح

«يُخيّل لنا أن العراق مسكون من قبل أشباح تُفسر الشيء وتُفسر نقيضه أيضاً، كما لو أننا لسنا في حقل التحليل السياسي والنفسي والثقافي والاقتصادي، بل في عالم غرائبي شبحي يُدار بلغة السحر القادرة على تفسير كل الظواهر بطريقة سحرية. عندما يقول لك الساحر أن في جيبك الأيسر قطارا وفي الأيمن محطة مكتظة بالناس، أو أن الطائر الأسود الذي زارك في الحلم يتطلب إلغاء السفر، عليك أن تصدق ذلك، لأن الروابط في
2014-04-09

شارك

«يُخيّل لنا أن العراق مسكون من قبل أشباح تُفسر الشيء وتُفسر نقيضه أيضاً، كما لو أننا لسنا في حقل التحليل السياسي والنفسي والثقافي والاقتصادي، بل في عالم غرائبي شبحي يُدار بلغة السحر القادرة على تفسير كل الظواهر بطريقة سحرية. عندما يقول لك الساحر أن في جيبك الأيسر قطارا وفي الأيمن محطة مكتظة بالناس، أو أن الطائر الأسود الذي زارك في الحلم يتطلب إلغاء السفر، عليك أن تصدق ذلك، لأن الروابط في عالم السحر وهميّة خرافية رغبيّة.نحن في القلب من لغة السحر، بدليل أن نزول المطر عندنا بغزارة يُفسر بعدد سكان البلاد، من التفسير الوبائي إلى التفسير الانتقامي، كما أن عدم نزول المطر يخضع للمعايير نفسها في كون السماء حبست عنّا قطر السماء، غضباً، أو أن الغيوم نفسها هاجرت من بلاد مات فيها الموت وازدهر القتل. نختلف على كل شيء بما في ذلك الخراب والعار والوعي والشرف والحرية والسلطة والدين والفستق: القتيل هنا هو شهيد في الحي المجاور، والحرامي هنا هو نجيب في الشارع المقابل، والانفجار هنا جريمة لكنه في مكان آخر عمل بطولي...».
من صفحة الروائي العراقي حمزة الحسن على فايسبوكhttps://www.facebook.com/hmst.alhasn?fref=ts