توحي التسمية بدلالة دينية. ولكن ليس الأمر كذلك، رغم التركيز الكبير على المعطى الديني بوصفه عاملا مؤثرا للغاية في مجتمعاتنا. الجولة على الموقع الالكتروني لـ«مؤمنون بلا حدود» توضح بسرعة بأن الإيمان المذكور لا يُختصر بديانة أو مذهب أو عقيدة. ويقول تعريف مؤسسة الأبحاث بأنها مساحة لخلق فضاء معرفي حر ومبدع، ولنقاش قضايا التجديد والإصلاح الديني في المجتمعات العربية والإسلامية، والعمل على تحقيق رؤية إنسانية للدين، منفتحة على آفاق العلم والمعرفة ومكتسبات الإنسان الحضارية، وخلق تيار فكري يؤمن بأهلية الإنسان وقدرته على إدارة حياته ومجتمعاته.
يتضح إذاً أن لا محدودية الإيمان تلك بحسب التسمية تخص الإنسان كهوية أولى قبل أي شيء. مما يذكر بمبادئ دافع عنها روسو وفولتير ومن بعدهما اوغست كونت وسواهم من فلاسفة عصر الأنوار الأوروبي، وبعض التنويريين العرب.
تأسست «مؤمنون بلا حدود» في أيار 2013، أي أنه لم تمضِ سنة على ولادتها. لكنها تمكنت في هذه الفترة القصيرة من نشر 29 كتاباً، منها «ولادة المسيح وإشكالية التثاقف اليهودي المسيحي» ليوسف هزيمة، و«الله والإنسان بين الجبر والاختيار» لسامح محمد إسماعيل، و«في نقض الخطاب الحداثي: عبد الوهاب المسيري ومنهجية النماذج» لعبد الله إدلكوس. كما أنها تصدر مجلتين فصليتين: «الباب» و«يفتكرون». ويتوزع مركز «مؤمنون بلا حدود» على خمسة أقسام دراسات وأبحاث وهي: «دراسات الموروث الديني»، «الدراسات الحداثية للدين»، «الحقوق والحريات»، «الدين والسياسة» و«العلوم الإنسانية والفلسفة». وهذا زخم مدهش في كثافته.
تتخذ المؤسسة من المغرب مقراً لها بحسب التعريف على الموقع، ولديها فرعان في القاهرة وعمان. يشغل منصب المدير العام فيها السوري محمد العاني، فيما يتولى منصب المدير التنفيذي الدكتور أحمد فايز من الأردن، وتضم عدداً كبيراً من الباحثين والكتاب، تقدّمهم جميعاً بشكل مفصل مع أبرز أعمالهم على موقعها، ومن بينهم الزميل المساهم في السفير العربي علي الرجال من مصر. تسعى المؤسسة إلى تعزيز الدراسات والبحوث النقدية والتحليلية للموروث الديني في المنطقة العربية، ودعم الدراسات والبحوث الاجتماعية والفكرية والدينية القائمة على أسس علمية وعقلانية. وفي هذه المحاولة مشروع «نهضوي» ربما يؤسس لحركة ثقافية حاولت منطقتنا تحقيقها مرات متتالية خلال تاريخها الحديث، ومنذ نهاية القرن التاسع عشر على الأقل، بينما لا تزال المهمة مطروحة بلا نقصان.
تولي «مؤمنون بلا حدود» أهمية كبيرة لبناء الكفاءات والكوادر القادرة على القيام بالبحث العلمي في قضايا التجديد والإصلاح الثقافي والديني. ولكن، وبما يتجاوز المضمون والتوجه، يبدو واضحاً إيلاء المؤسسة أهمية كبيرة للشكل والأداة التقنية. إذ يتمتع الموقع الالكتروني بوضوح وفاعلية يسمحان بسهولة التجوال فيه، بالإضافة إلى احتلال المؤسسة مساحة مهمة وناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي، والعمل على تحديث أخبار نشاطاتها دوريا لتأمين تفاعل مستمر مع المتابعين والمهتمين.
مراكز أبحاث
"مؤمنون بلا حدود".. بالإنسان
توحي التسمية بدلالة دينية. ولكن ليس الأمر كذلك، رغم التركيز الكبير على المعطى الديني بوصفه عاملا مؤثرا للغاية في مجتمعاتنا. الجولة على الموقع الالكتروني لـ«مؤمنون بلا حدود» توضح بسرعة بأن الإيمان المذكور لا يُختصر بديانة أو مذهب أو عقيدة. ويقول تعريف مؤسسة الأبحاث بأنها مساحة لخلق فضاء معرفي حر ومبدع، ولنقاش قضايا التجديد والإصلاح الديني في المجتمعات العربية والإسلامية، والعمل
2014-04-02
شارك