صناعة «التوجيهات السامية».. الصيد أو السمكة؟

"عند مدخل قسم الهندسَة المدنيّة بجامعة السّلطان قابُوس تتربّع لوحة كبيرة كُتب عليها بالانكليزيّة جملَة مقتبسَة من حكِيم الصين العظيم كونفوشيوس: «قل لي وسوف أنسى. أرني ولعلي أتذكر. أشركني وسوف أفهم». كلّما قرأتُ الجُملَة أعلاه تساءلت إن كان أحدٌ ما من مسؤولينا قد فهم تماماً ما تعنيه حضارة الانسان وإشراك المجتمع واستقلاليّة الدولَة واتّساع أفق المبادرة في هذا الوطن .. يوميّاً
2014-04-02

شارك

"عند مدخل قسم الهندسَة المدنيّة بجامعة السّلطان قابُوس تتربّع لوحة كبيرة كُتب عليها بالانكليزيّة جملَة مقتبسَة من حكِيم الصين العظيم كونفوشيوس: «قل لي وسوف أنسى. أرني ولعلي أتذكر. أشركني وسوف أفهم». كلّما قرأتُ الجُملَة أعلاه تساءلت إن كان أحدٌ ما من مسؤولينا قد فهم تماماً ما تعنيه حضارة الانسان وإشراك المجتمع واستقلاليّة الدولَة واتّساع أفق المبادرة في هذا الوطن .. يوميّاً نقرأ: «انطلاق المهرجان البحري مواكبة للتوجيهات السامية في المحافظَة على الموروثات»، «انطلاق المسابقة المروريّة بتوجيهات سامية»، «بتوجيهات سامية انطلاق ندوة تشغيل القوى الوطنيّة»...
هذه العبارات «اليوميّة» تستفزني وتشعرني بأنّنا شعب «عاقر» إبداعياً. غير قادر على الاهتمام بالمرأة إلا حين يوجّهه صاحب الجلالة وغير مكترث بالمبادرات التطوعيّة إلا بتوجيه من السلطان... يستفزّنا ـ كجيل عُمانيّ شاب ـ أن نرى شمّاعة المشاريع الحكوميّة والمبادرات الوطنيّة معلّقة على كتف جلالته وأن تكون التوجيهات السامية «عذراً» للتنصّل من أي مسؤوليّة، وإن كان الغرض من هذه الرسائل إبلاغنا بقرب جلالته من المشهد العُمانيّ، فإنّ عبارات كهذه أصبحتْ لا تضيف الى المسامع أكثر من التساؤل إن كان من أحد يعمل في هذه البلاد سواه؟ وهل هنالك من يقرّر غير السلطان؟ وما فائدة مجلس الوزراء والشّورى والدولة؟ ..."

من مدونة «حريّة بثمن الخبز» العُمانية