إعادة هيبة الأشياء

والله العظيم قلنا لكم، قلنا لكم من الأول خالص، قلنا لكم إن تدخل رجال الدين في السياسة سيفقد الدين ويفقدهم مكانتهم، وإن تدخل رجال الجيش في السياسة سيفقد الجيش ويفقدهم هيبتهم. لم نكن نكذب عليكم. لم تكن لنا مصلحة في أن نكذب عليكم. ما مصلحتنا مثلاً؟
هذا ليس سحراً، ولا النبوءة كانت تحتاج ذكاء خارقاً للعادة. عندما لا أسمع عنك أبداً فلن تسقط من نظري أبداً. وعندما أسمع عنك قد تسقط من نظري وقد لا. وعندما أسمع عنك أكثر، وعندما أراك أكثر، سأرى عيوبك أكثر، وعندما لا تجعلني أرى غيرك، سأضجر. هذا قانون طبيعي، وما نقوله ليس استثناء. يا أخي احكم حتى من وراء ستار، ولكنك غبي، ماذا نقول.
نصحناكم. علّمناكم. أجلسناكم معنا وقلنا إن الموضوع كذا وكذا. أخبرناكم بقانون الطبيعة هذا، فقلتم إننا منافقون ومتآمرون. طيب. جلسنا ووضعنا أيدينا على خدنا وتركناكم تتصرفون. وعندما فقد الدين هيبته، وعندما فقد الجيش هيبته بدأتم تصرخون، فينا قبل أي شخص آخر. هل هذا عدل؟ ليس عدلاً. تحاربوننا لأننا لا نساعدكم على إصلاح نتيجة ما فعلتموه، برغم ما قلناه لكم وحاربتمونا من قبل لأجله. طيب. الله معكم.