في العام 1987، اجتمع 60 مثقفاً وشخصية عامة في القاهرة، جمعهم همٌ وهدف واحد: إعادة قراءة الخريطة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية للمجتمعات العربية والأفريقية. أسسوا مركزاً لهذا الغرض يهتم بالبحث والتوثيق، ليكون ساحة للمناقشات والمناظرات حول البدائل الممكنة للأوضاع والسياسات الراهنة.
ومن ضمن الأهداف التي سعى المركز إلى تحقيقها، تدريب جيل جديد من الباحثين من خلال تقديم خدمات تعليمية وبرامج وأنشطة متنوعة لتخريج كوادر متخصصة في الدراسات الأفريقية، لتعزيز التواصل بين مصر وأفريقيا و«دعم سياسات مصر تجاهها». تغيرت تسمية المركز عدة مرات منذ تأسس كـ«مركز البحوث العربي للدراسات والتوثيق والنشر» وترأسه حينها فؤاد مرسي الذي رحل عام 1990 بعد أشهر من صدور كتابه الأخير «الرأسمالية تجدد نفسها»، وعرف عنه مناهضته لسياسات السادات المهادنة لإسرائيل والرامية إلى بيع القطاع العام، وكان من ضمن المعتقلين في «حملة سبتمبر» الشهيرة العام 1981.
لا يشارك المركز في أي نشاط سياسي مباشر على الرغم من امتلاكه لتوجه سياسي متين تعبر عنه الأبحاث والدراسات التي ينتجها. النادر والمتميز هو طرحه لأبحاث تقييمية للمرحلة الناصرية وللتجارب اليسارية في مصر. يسعى المركز إلى توسيع علاقاته بمراكز أبحاث في بلدان كالصين والهند وأميركا اللاتينية. فبحسب مديره حلمي الشعراوي، تكمن أهم المشاكل التي ظلت تعاني منها الثقافة العربية لسنوات طويلة في انقطاعها عن الثقافات الأخرى غير الأوروبية، نتيجة لتوجه البرجوازيات العربية إلى تركيز ارتباطات مجتمعاتها بالغرب، بل حصرها به، دون أن تعي أهمية العلاقة مع البلدان التي تمتلك خاصيات مشابهة لبلداننا وتجارب ملهمة، والتي ساندت حركات التحرر العربي.
يسعى المركز الى تفعيل دور مصر في قلب الحدث الأفريقي، وإنضاج فكرة تطوير تكتلات إقليمية قوية في القارة السوداء، وتعزيز قوة تفاوضية سواء في الأمم المتحدة، أو في أي تنظيمات دولية أخرى. يهتم المركز في دراساته وندواته بمعالجة القضايا الخلافية وتقريب وجهات النظر، ومنها على سبيل المثال الخلاف بين المغرب والجزائر بسبب مسألة الصحراء الغربية، وتلمس حلول لها. وهو عالج مؤخراً مشكلة سد النهضة الذي باشرت أثيوبيا ببنائه وتأثيراته السلبية على مصر، وضرورة تحويله الى مشروع تنمية مشترك بين البلدين.
على الرغم من غزارة الإنتاج التي يتمتع بها المركز منذ تأسيسه حتى اليوم، إلا أن جولة سريعة على موقعه الخاص على الانترنت، تدفع للاعتقاد بأن أي جهد لا يبذل لتسهيل وصول القارئ أو الباحث إلى الدراسات والإصدارات الصادرة عنه. فعلى سبيل المثال، يتوقف تاريخ الإصدارات على الموقع في العام 2011 (وهو بالمناسبة تاريخ آخر تعديل اجري على «الويبسايت» العائد له)، علماً بأن عدداً لا بأس به من الدراسات صدرت وما زالت تصدر عنه حتى الآن.
مراكز أبحاث
اهتمام عربي بأفريقيا
في العام 1987، اجتمع 60 مثقفاً وشخصية عامة في القاهرة، جمعهم همٌ وهدف واحد: إعادة قراءة الخريطة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية للمجتمعات العربية والأفريقية. أسسوا مركزاً لهذا الغرض يهتم بالبحث والتوثيق، ليكون ساحة للمناقشات والمناظرات حول البدائل الممكنة للأوضاع والسياسات الراهنة. ومن ضمن الأهداف التي سعى المركز إلى تحقيقها، تدريب جيل جديد من الباحثين من خلال تقديم خدمات
2014-03-19
شارك