"ثلاث سنوات مضت على أصدق لحظات الإيمان بالله وقدرة النفس.ثلاث سنوات مرت على أقوى صيحة بقول «كفاية». كفاية شاملة وافية، كفاية ظلم، كفاية قهر، كفاية تخبط، كفاية عجز، كفاية قلة كرامة، كفاية إهانة، كفاية خوف، كفاية توزيع في ثروات البلد كأنها ملك للحاكم وأعوانه، كفاية أجساد الشباب التي تحولت لطعام لسمك البحر هاربين من الذل... كفاية!
كنا 7 شباب قررنا أن تستفيق الناس في احد الأحياء الشعبية - وكان بقية أقراننا قد قرروا الانضمام الى مسيرة مصطفى محمود - فوقع الاختيار على منطقة إمبابة، وذهبنا لا نخشى قلة عددنا، إحساس غريب فى قلبي، مزيج من الإيمان والتحدي، وكثير من الأسئلة! هل سيتجاوب معنا الناس؟ هل سينضمون لنا أم سيرمقوننا بالنظرات؟
هل سنواجه عنفاً؟ هل علي أن أتصل بوالدتي وأصارحها أنني سأكون في تظاهرة في امبابة؟ توقف الميكروباص في شارع المحكمة ولم يعد هناك غير اللحظات الفعلية لتجيب عن كل أسئلتي. مشينا متفرقين نباعد المسافة بيننا فى أول الأمر حتى لا نلفت الأنظار، ثم وجدنا فى آخر الشارع حوالي 15 شابا وفتاة يحملون لافتات وسط كردون أمني! «كردون أمني في شارع جانبي في امبابة؟! واضح ان اليوم هيحْلوّ... "
من مدونة مذكرات مفكر المصرية