«حبيبة الهنائي، العُمانية الزنجبارية تروي لنا ذكريات عودتها وأسرتها من زنجبار هروباً إلى الوطن الأم عُمان، كانت رحلة قاسية تعرضوا فيها لأهوال ومصاعب شتى، كغيرهم من العرب الذين استطاعوا الهروب من جحيم مآلات الانقلاب في زنجبار، وبالطبع كان حالهم أفضل من أولئك الذين تقطعت بهم السبل، في بحر أو يابسة أو مطار جوي، فكانوا لقمة سائغة للموت.
تُعرِض الكاتبة عن أن تورد لنا تأريخاً سياسياً بحتاً، وتركز على جانب آخر، قلّما التفت إليه الباحثون: بلغة غير متكلفة، سردت لنا طبيعة الحياة وكافة الظروف السياسية والاجتماعية.. في زنجبار، وبعضاً من مشاهد الحداثة التي كانت تنتشر في العاصمة «أونجونجا»، كوجود صالات السينما، وانتشار المدارس، والتيار الكهربائي الذي دخل الخدمة منذ عام 1905، وملابس الشباب والشابات، وخصوصاً العرب، ثم عرجت على الفسيفساء الاجتماعية التي تميزت بها زنجبار، العرب والأفارقة والآسيويون وغيرهم، ومهاراتهم وحرفهم في كسب الرزق، وبعضاً من عاداتهم وتقاليدهم.
ثم انتقلت للحديث عن انقلاب يناير 1964، وما نتج عنه من محوٌ شبه كامل للعنصر العربي المكوِّن لجزيرة زنجبار، سياسياً واقتصادياً وثقافياً...»
من مدونة «هاتف من الصحراء» الكويتية
http://hmsq8.wordpress.com/