حراس الفوضى! 

يبدو أن العبّار يُفضل العبور بانتخاباته بلا شعب وكذلك حلفائه من الحكومة وأمراء الحرب... وأن تتمّ مراسم هذه الانتخابات بهدوء... فهذا الشعب البائس الذي يمضي نهاره في طوابير البنزين، وطوابير المعاشات التي بالكاد تكفي قوت يومه، قد ترك خلفه ترف طوابير صناديق الاقتراع وبذخ الديموقراطية.
يقول جورج برنارد شو: «إني لا أستطيع ان أحدث إنساناً عن الدين بينما أجد عينيه ومضان الجوع»، فكيف وأنت تدعوه للمشاركة بالانتخابات؟لقد أثبت «صنّاع الأزمات» في ليبيا أنهم أشد بأساً وأكثر قوة من بسطاء وفقراء هذا الشعب. كما أن حرّاس وصانعي هذه الفوضى المُرعبة في ليبيا يدركون جيداً بأن هذا المواطن الذي تحمّل سياط شمس يوليو الحارقة في انتخابات 2012، من المستبعد أن يفكر في العــودة إلى طابور الانتخابات من جديد.
وقد تمّ خداعه والتحايل عليه علناً، وقد وجد الخاسر في الانتخابات هو من تصدّر المشهد واحتكر صناعة القــرار بقوة السلاح. تشكو المفوضية العُليا للانتخابات اليوم من عزوف واضح عن المشاركة في الانتخابات. واستعانت أخيراً بسماحة مفتي الديار الليبية ليحث الناس على المشاركة من أجل إنقاذ بلادهم واختيار الأكفاء، وأن هذه المشاركة واجبة شرعاً ولا يجوز التخلف عنها...».

من مدونة «محمد أقميع» الليبية

medegmia.blogspot.com/2013/12/guards-of-chaos-and-crises-makers.html