الوطن يغلي ونحن نحترق..

"(...) وإنه لما يلفتني حقّاً السؤال المتردد على ألسنة الجميع، بعد مأساة مقتل الطالبة نور، بأي ذنب قُتِلت؟ وإنني لأضيف على سؤالكم سؤالاً بأي ذنب قُتِلوا؟ وبأي ذنب نُقتَل؟ وبأيّ حقّ يقتلون أنفاسنا جميعاً خلف هذا التساؤل؟ بأيّ حقّ يمازح أحدُهم رفيقه فيقتله دون عمد؟ بأي حق يخاطر بمزاحه حدّ العنف، حدّ الموت المحتمل قبل أن يصير حتميّاً؟ بأي حقّ تمادى بشجاعته ليمازحه بحماقة وسذاجة..
2013-12-11

شارك

"(...) وإنه لما يلفتني حقّاً السؤال المتردد على ألسنة الجميع، بعد مأساة مقتل الطالبة نور، بأي ذنب قُتِلت؟ وإنني لأضيف على سؤالكم سؤالاً بأي ذنب قُتِلوا؟ وبأي ذنب نُقتَل؟ وبأيّ حقّ يقتلون أنفاسنا جميعاً خلف هذا التساؤل؟ 
بأيّ حقّ يمازح أحدُهم رفيقه فيقتله دون عمد؟ بأي حق يخاطر بمزاحه حدّ العنف، حدّ الموت المحتمل قبل أن يصير حتميّاً؟ بأي حقّ تمادى بشجاعته ليمازحه بحماقة وسذاجة.. وموت؟ 
بأي حقّ يصوّب أحدهم سلاحه نحو زميله؟ نحو رأسه؟ بأي حقّ وصل السلاح ليديْه؟ بأي حق لا ينظر حوله ولا خلفه ويمتلك سلاحاً؟ 
بأيّ حق يغضب الأب من ابنه فيرديه قتيلاً؟
بأي حق صار القتل ظاهرة؟ هذا هو السؤال، بأي حق صار "الموت الحقّ" ظاهرة ترعبنا أكثر مما يرعبنا الموت القدري المكتوب؟...
لا حقوق ولا ذنوب تسمح للوحوش الكامنة بداخل كل من أفراد هذا الشعب... نحن نعيش ثورة صامتة، ثورة تحت عنوان الأمن والأمان .. ثُرنا، نعم! ومن قال إننا لم نثر؟ فثار الشابّ على زميلته في الجامعة واغتصبها، وثار الأب على ابنه فقتله، وثارت الأم على ذاتها فانتحرت وثار الصديق على زميله فمازحه بعنف و ثار الفقير على صبره فسرق جاره..."

من مدونة "فرح بطارنة" الأردنية 
http://creativefarah.blogspot.com/2013/12/blog-post.html