الحائط!

«تبصر الدنيا، فتجد حائطا أمامك يحجب عنك الرؤية، حائط قيل لك أنّه وجد لأمنك وسلامتك، وأنّه وحده يستطيع أن يحفظ لك غدك من دون الحاجة لأن تدرك معنى الاستعداد للمستقبل. هذا الحائط هو الحكومات والأنظمة، التي تفرض سيادتها وسلطتها، ليس عبر «حقّها» كسلطة قانون تسيّر أمور البلاد والعباد وتعمل على تنفيذ ما يضمن لهم حقوق العدل والمساواة والكرامة والدستورية، إلخ... بل عبر فرض نفسها
2013-11-27

شارك

«تبصر الدنيا، فتجد حائطا أمامك يحجب عنك الرؤية، حائط قيل لك أنّه وجد لأمنك وسلامتك، وأنّه وحده يستطيع أن يحفظ لك غدك من دون الحاجة لأن تدرك معنى الاستعداد للمستقبل. هذا الحائط هو الحكومات والأنظمة، التي تفرض سيادتها وسلطتها، ليس عبر «حقّها» كسلطة قانون تسيّر أمور البلاد والعباد وتعمل على تنفيذ ما يضمن لهم حقوق العدل والمساواة والكرامة والدستورية، إلخ... بل عبر فرض نفسها كبديل عن حقوق المواطنين أنفسهم في خياراتهم ورؤيتهم للمشاركة السياسية.
الذي اخترع الحائط بحجة «ضمان الأمن والأمان» هو نفسه من وضع خلف الحائط الفوضى والألم! فبقدر ما نتوهم «أهمية الحائط» في ضمان مستقبلنا، بقدر ما يستغل صنّاع الحائط عمى الناس عمّا هو وراء الحائط. لذلك تعمل الأنظمة جاهدة إلى القضاء ليس فقط على أيّ محاولة لإسقاط الحائط أو اختراقه، بل وأيّ محاولة لصنع أيّة ثغرة به.
وما إن يشعر»حرس الحائط» بأي خطر يتمثل في الهدم أو إحداث خلل، حتى يقدموا عدداً من الإصلاحات الوهمية، التي في ظاهرها مصلحة المواطن، وفي باطنها توسيع قبضة السلطة السياسية والاقتصادية والأمنية...
ليس هناك من حائط يقف أمامنا إلاّ لمنعنا من الوصول لما وراءه. يسقط الحائط فتتسع الرؤى، وتظهر الحقيقة أمام الناس...

من مدونة «فضاءات» العُمانية
http://beyondfree.me