طرابلس عروس البحر...

«لم أحب مدينة كما أحببت طرابلس. كانت الشوارع ترابية يسهل حَفْر حُفَر البتش (كرات زجاجية تستخدم في اللعب) فيها بكل يُسر، وتحولها إلى مستنقعات في الشتاء حيث لا نخاف أثناء اختراقها من بلل أقدامنا. وهذا بفضل «القنبالي» (الحذاء المطري) الذي كنا ننتعله ويسبب لأقدامنا رائحة غريبة<span
2013-11-20

شارك


«
لم أحب مدينة كما أحببت طرابلس. كانت الشوارع
ترابية يسهل حَفْر حُفَر البتش (كرات زجاجية تستخدم في اللعب) فيها بكل يُسر، وتحولها
إلى مستنقعات في الشتاء حيث لا نخاف أثناء اختراقها من بلل أقدامنا. وهذا بفضل «القنبالي»
(الحذاء المطري) الذي كنا ننتعله ويسبب لأقدامنا رائحة غريبة
.

في «فشلوم» درست مرحلتي الابتدائية في مدرسة رسمية،
منتقلاً إليها من مدرسة خاصة وذلك بعد إغلاق المدارس الخاصة في ليبيا. تعرفت الى الكثير
من الأصدقاء وكنت أذهب إلى مدرسة بصحبة والدي. كنت عضواً في الفريق الموسيقي للمدرسة،
وصديقاً للمكتبة وغرفة الرسم. في المدرسة تعلمنا ان استقلال الـ52 هو الاستقلال المزيف،
وأن الثورة أجلت القواعد. لكن هذه المدرسة فتحت عيني على شيء مختلف، حيث ما زلت أذكر
جيّداً ذلك الصباح الذي دخلنا فيه ساحة المدرسة لنجد العلم (الأخضر) ممزقاً على السارية،
وفي الساحة الترابية على الحائط كتب باللون الأسود: يسقط معمر... كنت في كل مرحلة أتعرّف
إلى طرابلس أكثر، وأحبها أكثر
.

في المدرسة حيث قضيت المرحلة الثانوية، شهدت الكثير
من الأحداث، وساهمت في هروب جماعيّ بعد توقف مجموعة من الحافلات أمام المدرسة، وانتشار
خبر قدومهم لأخذنا إلى تشاد
....»

 

من مدونة «من الأخير» الليبية

http://goo.gl/X8HlR9