«هل تريد أن تفضحنا؟ منذ أن بدأ التصويت في هذا البلد لم يسجل التاريخ أن قريتنا خرجت منها بطاقة لمصلحة المعارضة، ولن تأت أنت أيها الصبي لتهزّ ثقة الدولة فينا!»
هذه ترجمة حرفية لكلمات وأد بها أحد وجهاء قبائل الحوض الشرقي في قرية معزولة، طموح شاب للتغيير، الذي لم يكن حينها (الشاب) منتمياً لأي حزب سياسي معارض.
كان ذلك في انتخابات 2001، ولم يكن في البلدة الريفية إلا لائحة واحدة للحزب «الجمهوري الديموقراطي الاجتماعي»، الذي ورثه حزب «عادل». وورث الاثنين معاً حزب «الاتحاد من أجل الجمهورية» وورثوا معه البلديات أيضاً.
كان الشاب، حينها، يحاول إقناع بعض أقرانه بالتصويت للائحة حزب «التجمع من أجل الديموقراطية والوحدة» النيابية.
اليوم الكلمات ذاتها ما زالت تتردد في الوسط الشعبي والقبلي في مختلف المناطق الموريتانية، ولكن صداها في الحوض الشرقي أقوى، والآذان الواعية لها هناك أكثر. بدأت اللعبة بالتزوير، كان شيوخ القبائل يزوّرون الانتخابات لمصلحة مرشحيهم الذين اختاروهم في أول انتخابات نيابية نهاية الثمانينيات، ورداً للجميل كان النظام الطائعي يعين من ترتضيه تلك القبائل في مواقع السلطة والنفوذ، مطلقا لهم اليد في النهب والإفساد...»
من مدونة «كلمات متناثرة»