«حكايا ما انحكت»: الحراك المدني السوري المغيَّب

لا يزال عدد كبير من الناشطين السوريين المعارضين، مصرّون على أنّ اختصار الخريطة السورية الحالية بنظام من جهة، وفصائل مسلحة ظلامية متشددة من جهة ثانية، غير صحيح ولا يعكس الصورة الحقيقية لخريطة القوى المدنية في سوريا وخارجها. هناك طغيان للتغطية الإخبارية لصعود موجة فصائل كـ«داعش» و«النصرة»، على حساب أخبار النضال المدني وديناميات اجتماعية وفنية في الداخل السوري وخارجه.
2013-10-09

شارك

لا يزال عدد كبير من الناشطين السوريين المعارضين، مصرّون على أنّ اختصار الخريطة السورية الحالية بنظام من جهة، وفصائل مسلحة ظلامية متشددة من جهة ثانية، غير صحيح ولا يعكس الصورة الحقيقية لخريطة القوى المدنية في سوريا وخارجها. هناك طغيان للتغطية الإخبارية لصعود موجة فصائل كـ«داعش» و«النصرة»، على حساب أخبار النضال المدني وديناميات اجتماعية وفنية في الداخل السوري وخارجه. من هذا المنطلق انشأ الموقع الإلكتروني «حكايا ما انحكت». وهو موقع يهدف، كما يُعلن، إلى تسليط الضوء على التفاصيل غير المحكيّة للانتفاضة السورية، تلك التي «غالباً ما تسقط من شاشات القنوات التلفزيونية، ذلك أننا نريد من العالم أن يقرأ عن قصص شبابنا ونضالهم المدنيّ وليسَ فقط عن العنف والموت والدم الذي يحتلّ شاشات التلفاز عند الحديث عن سوريا».
هكذا، ربما فقط في «حكايا ما انحكت»، يمكن العثور على قصص من نوع الرجل في دوما الذي يقوم بصنع الأدوات الموسيقيّة من بقايا فوارغ القذائف والصواريخ مثلاً، فضلاً عن مئات القصص عن الأصوات الإبداعية السورية التي عبّرت عن الانتفاضة السورية عبر الأغاني والرسوم والكتابة والكاريكاتور والغرافيتي والنحت والأفلام القصيرة والوثائقيات...
من الزوايا اللافتة في «سيريا أنْتولد»، «مبدعون سوريون»، حيث يعمل الموقع على أرشفة أعمال فنانين وموسيقيين وكتّاب وحرفيين ظهروا منذ آذار 2011 ومعلومات عنهم. ويوثق كذلك مجموعات العمل المدنيّة التي تقوم بتبنّي العديد من الحملات والحكايات في الداخل السوري، وإنتاج الأفلام والروايات والقصص عن الانتفاضة السورية.
يتميّز الموقع أيضاً بتغطيته الأسبوعيّة لأكثر الأحداث إثارةً للسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، ويقوم بأرشفة السخرية السورية من كلّ شيء تقريباً. ويتوجّه الموقع، الذي يصدر بالنسختين العربية والإنكليزيّة، بشكل رئيسي للرأي العام العالمي، شارحاً تفاصيل قد تكون بديهيّة بالنسبة للسوريين، ولكنها قد لا تكون مفهومة بالشكل الكافي في العالم.
أمّا «إعلام بديل»، فهي تُعنى بجميع المنابر الإعلامية التي وُلدت منذ آذار 2011، من مجلات ومواقع وإذاعات إلكترونية وشبكات على الانترنت. ولأنّ هذه الوسيلة الأخيرة باتت ساحة تعكس جزءاً من النقاش العام، فإنّ فقرة «التواصل الاجتماعي» تمكّن زوار الموقع من التعرف على كل النقاشات التي تدور بين السوريين على وسائل التواصل الاجتماعي حول القضايا الراهنة.
يختصر القائمون على الموقع مشروعهم بالقول «نحنُ لا نهدف للمنافسة، والخبر العاجل ليسَ ضمن اهتماماتنا، فنحنُ لسنا موقعاً إخبارياً بقدر ما أن مشروعنا أرشيفي يبحث بالشؤون المدنية وتسليط الضوء على الحراك المدني المخفي عن عيون الإعلام».
http://syriauntold.com