درس في التفاؤل

* يوماً ما سيفنى الجميع، ومصر ستبقى.
* فعلا؟
* عندك شك؟
* وإذا اندلعت الحرب الأهلية؟
* قد تندلع، ولكنها سوف تنتهي، ومصر ستبقى.
* وإذا تم احتلال مصر؟
* قد يتم احتلالها، ولكن الاحتلال سينتهي، ومصر ستبقى.
* وإذا مات المصريون؟
* قد يموتون، ولكن مصر ستبقى.
* طيب وإذا لم تصبح مصر؟
* بمعنى...؟
* بمعنى تم تغيير اسمها، مثلاً، بلاد الشمس والنخيل.
* آه، هذا مجرد اسم، ستتغير الأسماء، ولكن مصر ستبقى.
* صحيح جداً، طيب إذا قام زلزال كبير.
* سينتهي الزلزال، ومصر...
* (مقاطعاً) وإذا كان زلزالاً كبيراً جداً.
* بمعنى...؟
* بمعنى الأرض انشقت وغرقت مصر وغرقت معها قارة أفريقيا.
* آه، في هذه الحالة ربما...
* (مقاطعاً) ولكن تعرف، ربما معك حق، قد تبقى ساعتها مصر، ولكنها ستبقى في المحيط.
* نعم ستبقى في المحيط.
* (مفكراً بعمق) هذا نوع من البقاء أيضاً، أليس كذلك؟
* (بحماس) طبعاً.
* صحيح أننا لن نستطيع أن نعيش يومها عليها، ولكن الأسماك ستستطيع.
* (يضيق عينيه) وعندها سوف تكون الأسماك هي الشعب المصري.
* بالتأكيد، سوف تحظى تلقائيا بالجنسية المصرية، أي سيظل الشعب المصري يعيش على أرض مصر.
* (وجهه يحمر من فرط الحماس) مظبوط، مظبوط، مظبوط، مظبوط جداً، مظبوط، مظبوط.
* ولكن تعرف، ربما تكون هناك مشكلة أخرى.
* (ينظر له بقلق. لا يرد).
* ان هذا ربما ينطبق على جميع البلاد أيضاً.
* بمعنى؟
* يعني مصر ستبقى ولكن لن يفنى الجميع، يعني كرواتيا ستبقى، والهند ستبقى، وأميركا ستبقى، وفنزويلا ستبقى.
* وأفريقيا؟
* ستبقى أيضاً. لا استثناءات.
(يأس فظيع. خيبة أمل. صمت تام. يناول الأول الثاني سيجارة الحشيش وهما ينظران لبعضهما بوجوم)