«مرت علي الساعات الأولى من يوم الاثنين الماضي، رفقة أصدقاء لي، في «مقهى التونسية» بعاصمتنا المنكوبة وذلك في انتظار توقف المطر لنعود إلى منازلنا. وطال الانتظار، فالمطر لم يتوقف إلا بعد أربع ساعات، وحين قررنا المغادرة كان للشوارع رأي آخر.
كالعادة احتفظتْ بالماء وتحولت إلى مسابح ومستنقعات يستحيل معها التنقل والسير بأريحية...
حاولنا أن نتكيف ونبحث عن مواضع يمكننا الخروج منها، وبعد عدة محاولات تأكدنا أن الوصول إلى منزل أهلي أمر مستحيل...
في الصباح الباكر، وبعد ليلة كان بطلها البعوض والناموس والماء استطعت الوصول إلى المنزل والتحرر من قيد المستنقعات وجبروت المطر. فأنا أسكن في منطقة ما زالت تعشق الماء وتحتضنه في باطنها بكل ود ودفء عكس أغلب مناطق العاصمة التي تكره المطر.
قصتي هذه تحدث مع أغلب المواطنين القاطنين في مدينة نواكشوط وذلك بمجرد أن تقرر السماء أن تنزل بعض دموعها على الأرض. فالطرق غير مهيأة ولا وجود للصرف الصحي.
ولا يتوقف الأمر على استحالة التنقل في الشوارع الرئيسية لمدينة نواكشوط بل أصبحت الأمطار تتسبب في تهجير المواطنين من منازلهم وذلك بعد أن تحاصرها المياه وتحولها إلى مستنقعات، كما تهدمت الكثير من مصارف المنازل الصحية. كل هذا يحدث في ظل تجاهل من الحكومة للقصة...»
من مدونة أحمد ولد جدو