الكهرباء تنقطع يومياً، ثلاث أو أربع مرات. أعرق، أعرق كثيراً، لا تكييف ولا مروحة ولا أي شيء. هذا ليس شيئاً بسيطاً. كتبت لجريدة يومية قلت فيه إنني أعرق وأنا نائم، وإن شعوري عندما أصحو بينما الوسادة بحيرة عرق صغيرة هو شعور ليس مريحاً أبداً. الأولاد يصرخون. وأنا لا أحب لأولادي أن يصرخوا. في الليل نجلس كلنا في الظلام، لا أحد منا يرى الآخر، الشارع ظلام دامس، الكهرباء مقطوعة في الشارع أيضاً، وهناك حظر تجوال.
قلت أيضاً إن هذا يؤثر في مزاجي بالسلب. ماذا أفعل؟ هذا ليس شيئاً بسيطاً.ولكن يبدو أني لا أحسن اختيار كلماتي، يبدو ان شيئا في موضوع أنني أعرق وأنا نائم جعلهم لا يتحمسون لمعالجة مشكلتي. استوقفتني المذيعة في الشارع. سألتني عن رأيي في ما يحدث. قلت لها إنني أعرف لبنان جيداً، وإنني أعرف مصر أيضاً. وإن هناك خطراً حقيقياً يتهدد مصر. مصر حضرتك ماشية على السيناريو اللبناني بالظبط. سألتني لماذا. قلت لها إن الكهرباء تنقطع في مصر وفي لبنان. شرحت لها بالأرقام إن الحرب الأهلية تنتج بالضرورة عن انقطاع الكهرباء، لأن أي أحد بمقدوره أن يبدأ الحرب الأهلية ثم يهرب فلا يراه أحد في الظلام.
وفي أثناء الحرب الأهلية لن يتذكر أحد الشبح الأسود الذي بدأها في الليلة السوداء. قلت لها مستعيداً التواريخ إن الحرب الأهلية في مصر بدأت في عهد مرسي، لماذا في عهد مرسي؟ لأن الكهرباء كانت تنقطع في عهد مرسي. ولكن الكهرباء تواصل انقطاعها الآن، سألتني. صحيح، والحرب الأهلية تتواصل أيضاً، أجبتها. قلت لها إن الكهرباء مفيدة في منع الحروب الأهلية. لسبب ما وثقت المذيعة بكلامي، كنت أرتدي نظارة شمس وبدلة وأقول «إلكتريسيتي» بدلاً من «كهرباء». ولسبب ما اقتنع الجميع بكلامي. هل تصدق هذا؟ حوالي 156789765478 مشاهدة على اليوتيوب. رقم مهول. تحولت فجأة إلى نجم مصر الأوحد. الوحيد الذي يملك نظرية لمنع الحرب الأهلية. جدل عام وحلقات تلفزيونية شاركت فيها. ثم فجأة، فجأة هكذا، جاء الرد. وزير الطاقة يعلن عن خطة لزيادة الاعتماد على الطاقة الشمسية، بحيث لا يكون هناك بيت مصري لا يعتمد على الطاقة الشمسية بحلول العام 2145. الخطة تبدو طويلة؟ صحيح. ولكنها ستضعنا في مصاف الأمم المتقدمة. ولأول مرة أصحو على وسادتي المبللة بالعرق ولا يثير أعصابي هذا. صحيح أن يومنا صعب، لكن غدنا مشرق بالشمس والأمل والتكييف.
الزاوية الحمرا
مصر في طريق اللبننة
الكهرباء تنقطع يومياً، ثلاث أو أربع مرات. أعرق، أعرق كثيراً، لا تكييف ولا مروحة ولا أي شيء. هذا ليس شيئاً بسيطاً. كتبت لجريدة يومية قلت فيه إنني أعرق وأنا نائم، وإن شعوري عندما أصحو بينما الوسادة بحيرة عرق صغيرة هو شعور ليس مريحاً أبداً. الأولاد يصرخون. وأنا لا أحب لأولادي أن يصرخوا. في الليل نجلس كلنا في الظلام، لا أحد منا يرى الآخر، الشارع ظلام دامس، الكهرباء مقطوعة في الشارع أيضاً، وهناك
2013-09-25
شارك