سوريا وأزمة الانتماء

فقدتُ خلال السنتين الأخيرتين العديد من الأصدقاء المقربين، أو الذين كنت أعتقد أنهم مقربون. اكتشفت بأنّ معظم الأجواء التي عشتها لم تكن تشبهني حقّاً، وأنّ معظم الأصدقاء الذين جمعتني بهم قضايا لم يكونوا أكثر من غرباء. أعتقدتُ ليومٍ بأنّ خيمة واحدة كانت كافية لتحمل قضيتنا. المسألة لم تكن يوماً اختلافا في الرأي، كما يعتقد كثر، بل كانت اختلافا جذرياً في القضيّة... أتذكر الآن أيضا أن أحد الأصدقاء
2013-09-18

شارك

فقدتُ خلال السنتين الأخيرتين العديد من الأصدقاء المقربين، أو الذين كنت أعتقد أنهم مقربون. اكتشفت بأنّ معظم الأجواء التي عشتها لم تكن تشبهني حقّاً، وأنّ معظم الأصدقاء الذين جمعتني بهم قضايا لم يكونوا أكثر من غرباء. أعتقدتُ ليومٍ بأنّ خيمة واحدة كانت كافية لتحمل قضيتنا. المسألة لم تكن يوماً اختلافا في الرأي، كما يعتقد كثر، بل كانت اختلافا جذرياً في القضيّة... أتذكر الآن أيضا أن أحد الأصدقاء راسلني منذُ فترة، بُعيد الضربة الإسرائيلية لقاسيون، ليؤكد لي بأنني خنتُ القضية عندما دعمتُ المعارضة الخائنة... ما زلتُ في بعض الأحيان أشتاق لسذاجة صداقتنا قبل الثورة، في حينها كان كلّ شيء ساذجاً ونظريّاً لدرجة أنّ الإدلاء بالرأي كان سهلاً، بشكلٍ خاص عندما كان هذا الرأي شبيهاً بالمثاليات. صديق ثالث، أخبرني يوماً بأن المعارضة المسلحة هي المسؤول الأوّل والأخير عن النتيجة الحالية التي وصلت إليها البلاد، وأنّ الأسد لم يمارس سوى رد الفعل الطبيعي... أعتقدُ في كثير من الأحيان بأنّ معظمنا نسيَ لماذا نعادي إسرائيل ونندد بانتهاكات أميركا وحروبها، نسيَ أنّ مصطلحات مثل «الإمبريالية» و«الاحتلال» ليسا خطّاً مستقيماً يبدأ بأميركا وينتهي بإسرائيل، بل هي مفهوم لعددٍ من الممارسات التي لا تكون محصورة...

من مدونة «طباشير» السورية
http://www.freesham.com/2013/09/blog-post_10.html