«مركز توثيق الانتهاكات في سوريا»: كي لا يبقى الضحايا وجهة نظر

لا تشذّ سوريا عن قاعدة حجب المعلومات ومنع الوصول إليها على جميع الصعد، إذ يصعب على أي باحث أن يستند إلى أرقام دقيقة وموثوقة في إطار دراسته أو عمله، أكان في مجالات العلوم الاجتماعية أو الاقتصادية البحتة. ولأنّ ما تشهده سوريا حالياً تاريخي بجميع المعايير، فإنّ الساحة الافتراضية تشهد منذ عامين ونصف عام نشوء مواقع إلكترونية عديدة ومراكز دراسات دورها محصور في التوثيق وتسجيل يوميات الأحداث منذ 15
2013-09-18

شارك

لا تشذّ سوريا عن قاعدة حجب المعلومات ومنع الوصول إليها على جميع الصعد، إذ يصعب على أي باحث أن يستند إلى أرقام دقيقة وموثوقة في إطار دراسته أو عمله، أكان في مجالات العلوم الاجتماعية أو الاقتصادية البحتة. ولأنّ ما تشهده سوريا حالياً تاريخي بجميع المعايير، فإنّ الساحة الافتراضية تشهد منذ عامين ونصف عام نشوء مواقع إلكترونية عديدة ومراكز دراسات دورها محصور في التوثيق وتسجيل يوميات الأحداث منذ 15 آذار/مارس 2011. احد تلك المواقع «مركز توثيق الانتهاكات في سوريا»، الذي نشأ خلال الأشهر الأولى للانتفاضة، على يد مجموعة من الناشطين المعارضين للنظام، قد تكون رزان زيتونة أشهرهم، ويعمل على «توثيق انتهاكات حقوق الانسان وبشكل خاص أسماء شهداء ومعتقلي الثورة بما يتوافق مع المعايير الدولية لتوثيق انتهاكات حقوق الانسان، متوخياً الدقة ومستعيناً بفريق من النشطاء الحقوقيين للإشراف على استمرار عمله وتطويره». بغضّ النظر عن دقّة عمل هذه المجموعة من الناشطين أو هوامش الخطأ في عملهم، فإنّ دورهم يبقى ضرورياً، بما أنه يوماً ما، ستنتهي المأساة السورية، ومعها تداعيات الكوارث الإنسانية، وخصوصاً مصائب مجهولي المصير. على هذا الصعيد، سيكون للعمل التوثيقي أهمية كبيرة، بما أنّ دور المركز يقوم على تسجيل جميع الانتهاكات بتاريخ حصولها ومكانها وضحاياها، باللغتين العربية والانكليزية، بناءً على تصنيفات تفصيلية دقيقة، بشكل يجعل من الممكن العثور في الموقع الالكتروني للمركز على معلومات موثّقة حول ضحايا الانتفاضة السورية من جميع الأطراف.
«مركز توثيق الانتهاكات في سوريا» يعتمد تصنيفات دقيقة لضحايا الانتهاكات، وفق التقسيمات التالية كـ: الشهداء، المعتقلين، المخطوفين، المفقودين، انتهاكات من جهات غير رسمية، استخدام الغازات الكيماوية والسامة، وأخيراً القتلى من النظام.
لناحية دقّة المعلومات، لا يعد القيّمون على المركز سوى ببذل أقصى الجهود الممكنة للتحقق منها، من دون ادّعاء كمال عملهم، وذلك بسبب «تعقيدات الوضع السوري وما تخضع له المناطق من حصار وما يعانيه النشطاء من أوضاع أمنية سيئة، وتقطيع أوصال المدن والمناطق وتخوف الأهالي من إعطاء المزيد من التفاصيل عن أبنائهم بسبب التهديدات الأمنية».
ويتوزع عمل الفريق على ثلاث مراحل: 1ــ تسجيل جميع المعلومات التي ترد إلى فريق ادارة الموقع الالكتروني من أجل التأكد من عدم تكرارها أو قدمها، والبحث عن تفاصيل حولها من مصادر متنوعة، 2ــ استكمال هذه المعلومات خلال الأيام التالية سواء من حيث جمع الفيديو أو صور الضحايا أو أي تفاصيل أخرى حولها وذلك من قبل الفريق المشرف على الموقع الالكتروني، 3ــ التدقيق الدوري حيث يتم ارسال البيانات إلى الناشطين بحسب مناطقهم من أجل التأكد من خلوها من الأخطاء واستكمال ما ينقص من معلومات حال توفرها.

http://www.vdc-sy.info/index.php/ar/