«أحاول أن أنام، لكن جفوني تغلبني وتبقى صامدة، وصامتة. صورتي في المرآة المقابلة تبدو عبيطة، أبدو كالبلهاء حين أفكر، أبدأ بالتحديق في السقف الأبيض، أتخيله يسقط عليّ، ماذا تراني سأفعل؟ هل سأرفع يديّ محاوِلةً صدّه؟ أم سأدعه يطبق أنفي ليستوي مع عينيّ، كيف سأبدو حينها؟!...
طيب لحظة، أنا لم أصل بعد إلى ما هي الجنة. هل هي وطن؟ كالوطن الجميل الذي نحلم فيه؟ شجرة الزيتون وحمامة السلام؟ حبة البرتقال؟ هل الجنة لها حدود ومعابر وأسلاك شائكة مثل كل الأوطان؟ أم أنها بلا حدود؟ أعني .. هل الجنة جغرافيا؟ إن كل الأوطان التي نظن بأنها أوطاننا اليوم، ما هي إلا حدود جغرافية رسمها سايكس وبيكو بعد الحرب العالمية الأولى، من الممكن جداً بعد سنوات من الآن، أن تقع حرب عالمية جديدة تُرسم الحدود مرة أخرى، فتُضم فلسطين إلى الأردن، وسوريا إلى العراق، ومصر إلى السودان، فلا يبقى هنالك ما يسمى فلسطين أو سوريا أو مصر بعد اليوم، وننسى بلادي بلادي يا أرضي يا أرض الجدود، هل ستبقى لدينا هذه الحنقة وهذا الدم الفائر حين يُذكر اسم فلسطين أمامنا؟ أم ستصبح فلسطين كالأندلس، ذكرى نبكي على أطلالها؟ وكالعادة، لا نكف عن الحلم بالعودة، ونكتب على فيسبوك وتويتر، في يوم ما كان لنا وطن. ثم ننسى ما نكتب...»
من المدونة الفلسطينية «سحر»