«هل الحنين، ام الذهول، ام حالة تقدم العمر، ام الشعور بالعيش في المكان الخطأ، هو الذي جعلني اذرف دمعتي امس، وهي العصية، اثناء متابعتي لـ «قناة العباسية».
هذه القناة الشابة، عرضت فيلماً وثائقياً عن شارع الرشيد، صُورت مشاهده قبل أشهر قليلة من الاحتلال الأميركي، وتحديدا في العام 2002. كان الشارع يمثل حيوية، افتقدها لاحقاً، رغم ان العراق كان يعاني من الحصار، لكن النظافة والنظام والحرص على التراث، كانت ظاهرة بشكل واضح ... بل واضح جداً ... فمن غيَّر حال العراقيين من الرقيّ الى الفوضى.. من؟ طافت بنا الكاميرا، بعفوية، في أزقة الشارع الذي شهد مقتله بعد 2003 ، وتجولت بنا بين ذكريات «مكتبة مكنزي» احدى حواضر العراق الثقافية، وبين خلجات الخياط الشهير «احمد خماس» الذي استبدلناه بـ (خرق) البدلات الصينية، والمجوهراتي الشهير «زهرون» وذهبه بلمعانه الاصيل، واستعضنا عنه بالذهب البرازيلي، رخيص الثمن!
لو كان هناك ضمير حي لدى أي مسؤول عن الخدمات والاعمار، لانتفض خجلا ممّا آل اليه حال هذا الشارع.. إنه يشكو من جرح غائر، ويعتب على غدر الزمان الذي حوله الى شارع مهجور، لأن من بيدهم الأمر لا يقدّرون اهميته التاريخية في حياة العراقيين..»
من مدونة «وجهات نظر» العراقية