في انتظار البرابرة

اتصلت محطتنا التلفزيونية بمفكرَيْن سوريين، أحدهما مؤيد للنظام السوري ومعارض للهجوم الأميركي على سوريا، والآخر معارض للنظام السوري ومؤيد للهجوم الأميركي على سوريا. المفكران لا يطيقان بعضهما البعض. لذا عرضت عليهم المحطة مقابلاً مالياً أعلى من المعتاد كي يقبلا المواجهة. بعد أخذ ورد ومفاوضات عنيدة، قبِلا المشاركة. سهر كل منهما يذاكر ما حدث في 2003. نحن لا ننسى فظائع أميركا في أبو غريب. ونحن
2013-09-04

شارك

اتصلت محطتنا التلفزيونية بمفكرَيْن سوريين، أحدهما مؤيد للنظام السوري ومعارض للهجوم الأميركي على سوريا، والآخر معارض للنظام السوري ومؤيد للهجوم الأميركي على سوريا. المفكران لا يطيقان بعضهما البعض. لذا عرضت عليهم المحطة مقابلاً مالياً أعلى من المعتاد كي يقبلا المواجهة. بعد أخذ ورد ومفاوضات عنيدة، قبِلا المشاركة. سهر كل منهما يذاكر ما حدث في 2003. نحن لا ننسى فظائع أميركا في أبو غريب. ونحن أيضاً لا ننسى القبور الجماعية لصدام حسين. هل تعلم أن أميركا قتلت ثلاثة ملايين عراقي بعد الاحتلال. وهل تعلم أنت بأن صدام حسين قتل عشرة ملايين عراقي قبل التحرير. تحرير! اسمه احتلال! احتلال! اسمه تحرير! أنت ابن كلب قذر. وأنا سأنتف لك شواربك يا حقير. قرر كل منهما تعلم بعض الحركات القتالية تحسباً لأي موقف مفاجئ يحدث على الهواء.
المهم، في اليوم التالي، قرر أوباما أن يؤجل الهجوم على سوريا لحين استشارة الكونغرس. اتصلت محطتنا التلفزيونية بالمفكرَين وأخبرتهما أن اللقاء سيؤجل قليلاً حتى يوم الهجوم على سوريا. لم يخفيا خيبة أملهما، وحينما استعادا توازنهما، قرر كل منهما السهر على الإنترنت ليعرف آخر تطورات الوضع. أخذ كل منهما يفحص مواعيده وهو يحاول تخمين في أي يوم بالتحديد سيحدث الهجوم على سوريا.