وُلد موقع «النيلان» قبل عامين من إبصار دولة جنوب السودان النور في تموز/يوليو 2011. أغلب الظنّ أنّ القيّمين على المشروع الإعلامي في «مؤسسة الإعلام عبر التعاون وفي التحول» ( (MICT، والمموَّل من مكتب وزارة الخارجية الألمانية، كانوا يستعدّون من خلال مشروعهم، لولادة الدولة الجديدة، فأرادوا القيام بخطوة استباقية من خلال تهيئة طاقم إعلامي سوداني وجنوب سوداني قادر على ممارسة مهنته في البلدين اللذين يعاني قطاع الإعلام فيهما من ظروف كارثية، كما هي حال معظم القطاعات الأخرى.
والهدف لا يخفيه الموقع الذي «يقدم التدريب العملي والمتواصل الضروري لمساعدة الصحافيين والدفع بمهاراتهم للأمام، حتى يتمكنوا من إيصال القصص والأحداث التي ترسم حياة الشعبين»، ولكي «تتمكن كل من الدولتين من كتابة تاريخها الذي تتم صياغته حالياً».
أسرة تحرير الموقع مؤلفة من حوالي خمسين صحافياً من السودان وجنوب السودان، ينشرون تقاريرهم المكتوبة على موقعهم الالكتروني، وعبر وسائل الاعلام المحلية في البلدين، فضلاً عن بثّ تقاريرهم الصوتية عبر المحطات الإذاعية المحلية. لذلك، أبرمت المؤسسة التي تدير الموقع اتفاقات مع 21 صحيفة وإذاعة في السودانيْن، لكي تضمن أوسع دائرة ممكنة لنشر منتوج صحافييها.
تصميم الموقع شبابي يعرض مواده باللغتين العربية والانكليزية، وقد صدر حتى اليوم نسختان مطبوعتان من مجلة تحمل الاسم نفسه للموقع، باللغتين أيضاً (متوفرتان بنسخة «بي دي أف «على الموقع). لقد تمكّن «النيلان» من إيلاء المواضيع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية الأولوية على حساب حروب البلدين والملفات الشائكة العالقة بينهما. يقرأ زائر «النيليْن» مقالات متفاوتة المستوى (من حيث جودة المضمون واللغة) حول ختان الإناث، وأطفال الشوارع، وأزمة التعليم في الدولة الوليدة حديثاً، ورداءة القطاع الصحي، وانتشار الأسلحة الفردية في أيدي المواطنين والكارثة الانسانية المستمرة في دارفور... أما في العناوين السياسية الساخنة (خلافات الحدود والنفط ودعم الحركات المسلحة في البلدين...)، فيحاول الموقع البقاء على الحياد بقدر الإمكان، ربما كنوع من المنهج الذي يفرضه الممول، وللحفاظ على حدّ أدنى من اللحمة بين أفراد أسرة التحرير، أو للسببين معاً. وكون الموقع يعكس رؤية سودانية ــ جنوب سودانية محليتين، فإنّ الزائر غير السوداني سيكتشف عدداً كبيراً من المواضيع التي لم تكن لديه فكرة عنها، وذلك على جميع الصعد، كون الإعلام المهيمن، العربي منه والعالمي لا يهتمّ عموماً سوى بالعناوين النفطية أو الدموية أو «السياسية الكبرى» المتصلة بهذه البقعة الجغرافية التي كانت تُعرف بـ«القارّة السودانية»، إذ تساوي مساحتها أوروبا الغربية بأكملها، وتختزن أراضيها ثروات طبيعية هائلة.
مراكز أبحاث
«النيلان»: نظرة محلية من السودانَين بنكهة ألمانية
وُلد موقع «النيلان» قبل عامين من إبصار دولة جنوب السودان النور في تموز/يوليو 2011. أغلب الظنّ أنّ القيّمين على المشروع الإعلامي في «مؤسسة الإعلام عبر التعاون وفي التحول» ( (MICT، والمموَّل من مكتب وزارة الخارجية الألمانية، كانوا يستعدّون من خلال مشروعهم، لولادة الدولة الجديدة، فأرادوا القيام بخطوة استباقية من خلال تهيئة طاقم إعلامي سوداني وجنوب سوداني قادر على ممارسة
2013-08-28
شارك