ديمقراطيتنا الغضة

نحن شعوب الدول العربية التي شاء القدر أن يفكها من أسر الدكتاتورية فجأة وعلى غير ما ميعاد، وجدنا أنفسنا وبشكل مفاجئ ودونما ترتيبات ومقدمات نقفز من درجة التجمد الديمقراطي العميق إلى درجة التحرر والانطلاق غير المحدود، وفي مواجهة مباشرة مع المخلوق الديمقراطي الغريب الغض الرقيق الذي وطأ أرضنا الدكتاتورية الخشنة المتشربة بأقسى أنواع سموم الظلم الاجتماعي والتسلط السياسي. هذا المخلوق الديمقراطي
2013-08-07

شارك

نحن شعوب الدول العربية التي شاء القدر أن يفكها من أسر الدكتاتورية فجأة وعلى غير ما ميعاد، وجدنا أنفسنا وبشكل مفاجئ ودونما ترتيبات ومقدمات نقفز من درجة التجمد الديمقراطي العميق إلى درجة التحرر والانطلاق غير المحدود، وفي مواجهة مباشرة مع المخلوق الديمقراطي الغريب الغض الرقيق الذي وطأ أرضنا الدكتاتورية الخشنة المتشربة بأقسى أنواع سموم الظلم الاجتماعي والتسلط السياسي. هذا المخلوق الديمقراطي يتكلم بلغة مغايرة للغتنا الدكتاتورية التي ورثناها وتطبعنا بها، الأمر الذي عسر علينا التفاهم معه، وألجأنا إلى لغة التجربة المكلفة، وطريقة الخطأ والصواب المملة، وهو ما جعلنا نتسمر في المرحلة الديمقراطية رقم صفر!
المرحلة صفر في منهج سنة أولى ديمقراطية، والتي دفعنا إليها انفجارنا العفوي في وجوه حكامنا الدكتاتوريين، لم تكن سوى استنفار أقدامنا وأكفنا وألسنتنا، والخروج إلى الشوارع والتجمع العشوائي هنا وهناك، وتأليف وصوغ المطالب والشعارات الثورية على إيقاع وقع الأقدام وتدافع الأجساد، وانسياقا وراء ذوي اللياقة البدنية والخطابية من شبابنا وعوامنا...
وطالما أن الشارع والإعلام ارتفعت درجة حرارتهما إلى هذا الحد الخطير، فقد بات من المحتم على كل فريق تحسس سلاحه واستنفار جنده. ففي ليبيا وتونس لجأ إلى السلاح أكثر من مرة، واستخدم باروده في وضع النقاط على حروف كثيرة عجز المداد الديمقراطي على نقطها».

من مدونة «ربيع ليبيا» 4 لآب/أغسطس 2013

http://libyanspring.blogspot.com/