سبع وصايا للجنرال

عزيزي الجنرال، عندما تقرر حرق البلاد أخبرنا. لا تفعل هذا متأخراً جداً، سيكون الأولاد قد ناموا، ولا مبكراً جداً، سنكون في العمل. افعل هذا في المساء. سنكون في البيت جالسين أمام التلفزيون. ستحظى بنسبة المشاهدة المطلوبة. سيكون معنا الشاي والكعك والبطيخ كي نتفرج.
عزيزي الجنرال، حاول أن تجعل الكاميرا تصورك وأنت تحرق البلاد، حاول أن يكون وجهك في السماء تتطلع إلى المستقبل، حاول أن يكون شاربك منتصباً وأن يكون وجهك غاضباً، نحن نريد أن نقول لأولادنا، انظروا، هذا هو الرجل الغاضب من أجل البلد.
عزيزي الجنرال، عندما يكون وجهك في السماء وتتطلع إلى المستقبل، حاول أن تتمتم شفتاك بشيء ما، نحن نريد أن نصدق أنك كنت تقرأ قرآناً، نريد أن نشعر بك كإنسان مؤمن.
عزيزي الجنرال، إذا مات واحد من جنودك وأنت تحرق المدينة، فحاول أن يكون وسيماً. الجندي الميت الوسيم أكثر فائدة من الجندي الميت غير الوسيم.
عزيزي الجنرال، وأنت تحرق المدينة أذع أغاني وطنية. الأغاني الوطنية مبهجة في حالات احتراق المدن.
عزيزي الجنرال، وأنت تذيع الأغاني الوطنية بث صوراً لك وأنت تفتتح المصانع والكباري، صور افتتاح المصانع والكباري مبهجة في حالة إذاعة الأغاني الوطنية.
عزيزي الجنرال، وأنت تقضي على الحثالة أبق على القليل منهم. تذكر دائماً، مدينة ليس فيها حثالة هي مدينة لا تحتاج إلى الجنرال.