"ولدي ـ عزيزي ـ مستقبل بلدي المشرق !
نعم لقد خذلتك اليوم فلم أعرف الى دفع الذرّ عنك سبيلا. أخطأنا الخيار وقادتنا خطانا الفارّة من هراواتهم وغازاتهم الكثيفة الى سقف تلك العمارة، لا أدري لماذا انحشرنا هناك: النقص في الخبرة؟ أم لأنّه لم يكن أمامنا مهرب آخر؟ أم لأنّنا خلنا أنهم أقلّ بؤسا وألطف من حقيقتهم وتهيّأ لنا أن التعليمات التي تحرّكهم كالآلات لا بدّ لها أن تمنع عنهم حرمات المساكن؟...
اذاً قادنا تقديرنا العاثر للجوء إلى درج تلك العمارة، لكنّهم قذفوا علينا غازاتهم حتّى باحتها وأبوابها. ولم يكتفوا بذلك بل لاحقونا إلى المدارج وصولاً إلى سقف العمارة. وهناك أسمعونا وابلاً من الشتائم والبذاءة وأرادوا أن يذلّونا. لهذا حلا لهم أن يأمرونا بالركوع على ركبنا ورفع أيدينا الى السماء بعد أن نفتح حقائبنا. لم يركع أحد، حتى أنت لم تركع، ولكن شرسا منهم استضعفك فصفعك ...
صفعك بلا مبرّر، ومن دون أن تكون فعلته داخلة ضمن المبررات التي يتبّجحون بأنها تقود أعمال قمعهم و تقنّن تدرّجه ...
ولدي ـ عزيزي ـ مستقبل بلدي المشرق !
لقد خذلتك فلم أحتجّ و لم أصرخ. قد أكون خذلتك لأنني لم أكن في كامل وعيي، وقد أكون خذلتك من شفقتي عليك"...
من مدونة «بنيّة تونسية» بقلم الصادق بن مهني 28 تموز/يوليو 2013
http://atunisiangirl.blogspot.com/2013/07/blog-post_28.html
Normal
0
false
false
false
MicrosoftInternetExplorer4
/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:"Table Normal";
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:"";
mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt;
mso-para-margin:0in;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:"Times New Roman";
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}