«مركز الميزان لحقوق الانسان».. الغزّاوي

صحيح أنّ قطاع غزة مساحة جغرافية ضيّقة من فلسطين التاريخية، لكنّ عدد سكانه من ناحية، وكمّية جرائم الاحتلال وتسلط وقمع الحكومات المحلية المتعاقبة على حكمه من ناحية أخرى، كانت عوامل كافية لإنشاء ناشطين حقوقيين مركزاً يُعنى بحقوق الإنسان الفلسطيني في غزة حصراً. هكذا، فإنّ «مركز الميزان لحقوق الإنسان» عين مسلطة منذ العام 2000 لرصد جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحق فلسطينيي
2013-07-31

شارك

صحيح أنّ قطاع غزة مساحة جغرافية ضيّقة من فلسطين التاريخية، لكنّ عدد سكانه من ناحية، وكمّية جرائم الاحتلال وتسلط وقمع الحكومات المحلية المتعاقبة على حكمه من ناحية أخرى، كانت عوامل كافية لإنشاء ناشطين حقوقيين مركزاً يُعنى بحقوق الإنسان الفلسطيني في غزة حصراً. هكذا، فإنّ «مركز الميزان لحقوق الإنسان» عين مسلطة منذ العام 2000 لرصد جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحق فلسطينيي القطاع من جهة، ومخالفات وتسلُّط حكومة «حماس» في غزة حالياً من جهة ثانية. «الميزان» مركز طاقمه البشري بات محترفاً وكبيراً، ومجهزاً إعلامياً بخبرات لافتة لتأدية مهمات رصد المخالفات والجرائم، فضلاً عن القيام بما قد يكون أهم من مجرد الرصد، أي تطبيق برامج توعية وتدريب حقوقية ومهمات قانونية من خلال وحدات «البحث الميداني» و«التدريب والاتصال المجتمعي» و«المساعدة القانونية» و«المساعدة الفنية والتحشيد».
من أبرز خدمات «الميزان»، مكتبته الغنية والعصرية التي تقع داخل المقر الرئيسي للمركز، في مخيم جباليا للاجئين شمال القطاع المحاصر. تأسست المكتبة في العام 2002، وفُتحت أمام الجمهور والمتخصصين بعدها بعامين، ومراجعها وكتبها ودورياتها الورقية والالكترونية تختص بحقوق الإنسان والقانون والمجالات المتعلقة بها باللغتين العربية والانكليزية. وقد تكون مكتبة الميزان أكبر مكتبة في شمال القطاع، وهي تقدم خدماتها داخلياً (من خلال استقبالها المهتمين وطلاب المدارس والجامعات والجمهور)، وخارجياً (نظام الإعارة).
الموقع الالكتروني لـ«الميزان» (الذي يعرض محتواه بالعربية وجزئياً بالانكليزية والاسبانية) عبارة عن أرشيف هائل يمكن العودة فيه حتى العام 2000، ويجد فيه الزائر آلاف الأخبار والبيانات والإحصاءات والأرقام والتقارير والأبحاث والدراسات الحقوقية والمتصلة بالحريات والحقوق ومجمل الأوضاع الفلسطينية.
إصدارات «الميزان» عديدة، منها ما هو خاص بالمركز («مجلة الميزان» والإصدارات والتقارير الدورية الصادرة عنه، و«سلسلة الدليل القانوني»...)، ومنها الآخر مشترك مع زملاء المركز الغزاوي، خصوصاً الجمعيات الفلسطينية، كـ«عدالة» التي تشترك مع «الميزان» ومع «جمعية أطباء لحقوق الإنسان» في إصدار مجلة اسمها «عن التعذيب».
الإحصاءات هي من الزوايا الأهم التي يعرضها الموقع الالكتروني للمركز، إذ تتضمن قاعدة معلومات هائلة عن الخسائر البشرية التي تسببت بها جرائم الاحتلال وهدم المنازل والخسائر اللاحقة بها والمنشآت العامة والخاصة والزراعة والفلتان الأمني في القطاع وأوضاع المعابر...
ولأنّ مشروعاً ضخماً كـ«الميزان» يحتاج بالضرورة إلى إمكانيات مالية كبيرة، فقد ارتبط بالفعل باتفاقات شراكة مع عدد كبير من المنظمات الدولية (ومعظمها غير حكومية وإقليمية أوروبية) لجهة التمويل والمِنَح. كذلك، بات «الميزان»، الذي يرأس مجلس إدارته حالياً كمال الشرافي، عضواً في عدد كبير من المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان (الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والدينية) والحريات الخاصة والعامة وحماية الأطفال ومسائل الجندر ومكافحة التعذيب والنزاهة والمساءلة والفساد...
في الفضاء الافتراضي، نشاط «الميزان» على مواقع التواصل الاجتماعي يتراوح بين العادي (تويتر) والجيّد (فايسبوك ويوتيوب)، أما تصميم موقعه الالكتروني، فحبذا لو كان أبسط وأوضح.

http://www.mezan.org/ar/