الصبر يا صابر.. في الجزائر

«شعرت بغضب ينتابني، ساعة من الانتظار والتسكع وقراءة ما لا يُقرأ.. إحباط، قلق، تعب، إرهاق.. وقت لا معنى له، حياة عبثية بامتياز.. نظرت إلى الساعة، كانت تشير إلى الواحدة زوالا ودقائق، قصدت مقر الإدارة لاستخراج بعض الوثائق، دخلت المبنى، استقبلتني قاعة كبيرة لم تستطع احتواء العدد الكبير من الناس الذين شكلوا طوابير كثيرة أمام كلّ مكتب.شعرت بأنّ الجميع يعاني مرضا ما، سمرة الوجه
2013-07-17

شارك

«شعرت بغضب ينتابني، ساعة من الانتظار والتسكع وقراءة ما لا يُقرأ.. إحباط، قلق، تعب، إرهاق.. وقت لا معنى له، حياة عبثية بامتياز.. نظرت إلى الساعة، كانت تشير إلى الواحدة زوالا ودقائق، قصدت مقر الإدارة لاستخراج بعض الوثائق، دخلت المبنى، استقبلتني قاعة كبيرة لم تستطع احتواء العدد الكبير من الناس الذين شكلوا طوابير كثيرة أمام كلّ مكتب.
شعرت بأنّ الجميع يعاني مرضا ما، سمرة الوجه وتجاعيده تخفي حكايات وأحداثا كثيرة، كآبة صامتة تخيم على الجميع، من حين لآخر تسمع صوتا عاليا يصدر من المكتب، إنّه شجار بين الموظف وأحد المواطنين لسبب أو لآخر، وبطريقة هستيرية يقوم الموظف بغلق الباب ويقسم ألا يضيف دقيقة بهذه الإدارة. لقد ملّ من انتقادات المواطنين، لقد كره العمل ويرغب في الهروب إلى حيث لست أدري.
وبعد فترة يعود إلى مكتبه ليستأنف عمله، يعود الطابور إلى التململ والحركة، يخرج البعض من المكتب كأنه خرج من قبره، جثة واقفة، تتمتم كلاما غير مفهوم (...)
أمسكَ بنسخة من عقد ميلادي ونسخة أخرى من بطاقتي الوطنية، ثمّ راح يدخل بعض البيانات على الحاسوب، نظر إليّ وقال: لقبك Saber، ماذا يقابله باللغة العربية صَبِر أم صابِرْ؟
قلت: صابر. قال: حسب اللقب المدون في السجل الخاص بالولادات، لقب والدك هو: صَبِر. أنت مضطر لتصحيحه عند وكيل الجمهورية بمسقط رأس والدك».

من المدونة الجزائرية «عثمان آيت مهدي» (11 يوليو 2013)
http://eloustadhothmane.blogspot.com