الرجال والثورة... وغسان كنفاني!

يمكنني أن أبدأ معك بالكذب، وأقول لك إنني الآن أكتب لك وأنا أشرب كأسَ الفودكا البارد في إحدى زوايا شطآن حيفا، أو أن الحال تيسّر بي وعدت إلى فلسطين واشتريت البيت القديم الذي أحلم به في الحي الألماني في حيفا، أو أنني أقفز لأغوص قليلاً في بحر عكا، من المكان الذي غنت فيه أم كلثوم يوماً، او أنني برحلة مع العائلة في غابات الكرمل، يبدو أنني كاذب أليس كذلك؟!قلت لك إني لا أريد الكذب. أعتقد أنك
2013-07-10

شارك

يمكنني أن أبدأ معك بالكذب، وأقول لك إنني الآن أكتب لك وأنا أشرب كأسَ الفودكا البارد في إحدى زوايا شطآن حيفا، أو أن الحال تيسّر بي وعدت إلى فلسطين واشتريت البيت القديم الذي أحلم به في الحي الألماني في حيفا، أو أنني أقفز لأغوص قليلاً في بحر عكا، من المكان الذي غنت فيه أم كلثوم يوماً، او أنني برحلة مع العائلة في غابات الكرمل، يبدو أنني كاذب أليس كذلك؟!
قلت لك إني لا أريد الكذب. أعتقد أنك لا تتابع نشرات الأخبار هناك في السماء، ولكني متيقن كل اليقين أنك الآن مشغول أو حتى قلق بما حصل بـ«بيارات» أرض البرتقال الحزين، أو حتى بأحوال سكان المخيم وأخبارهم. ربما لم تتح لي الفرصة أن أحضر احد اجتماعاتك وأستمع إليك في مخيم عين الحلوة، ولكن لو أتيح لي ذلك الآن لهرولت للجلوس في الصف الامامي (...).
خرجت كل تونس قبل عام الى شارع بورقيبة، ينادون ويصرخون للحرية ويهتفون للوطن لترى بعدها كيف اكتست الشوارع بالبشر. انتقلت العدوى الثورية إلى كل أصقاع البلاد العربية ليهتفوا للكرامة والحرية والخبز وفلسطين...
ذهب الأنبياء وذهبت معهم يا نبي الأرض المحتلة. أصبحنا نردد ترنيمة شالموا ويعوذا وتركنا البندقية، وتقاتلنا مع بعضنا، وسكنا جحور الارض!
يلزمنا انبياء ملائكة جدد تقاتل معنا. يالله كم نحتاجك اليوم معنا... كم نحتاجك!

من مدونة «رافض» الفلسطينية

http://goo.gl/4qalg