لأن الناس لم يأخذوا حقهم بعد عام من الوعود، بعد عام الفشل على كل المستويات، ولأن الحال إلى الأسوأ، ولأن خيرة الناس لا صوت لهم ولا تمكين لهم وبالمقابل الغوغاء يعلو صراخهم ويستقوون على الناس بغير الحق... لن تهدأ مصر ولا أهل مصر.
المصريون لم يصبروا ثلاثين سنة على مبارك، بل كانوا مُسَجَّدين مُغَيَبين وأصبح الوضع اعتياد و«اهي عيشة»...
أتى اليوم الذي تجرأ أحدهم ــ كان متآمراً أو لم يكُن ــ أن يكسر الأغلال ويصرخ بدون خوف، ويتبعه البقية بألم وألم، و فرحة الذي رأى النور لأول مرة في حياته.
بعد أن عرفوا طعم الصراخ في وجه الغصب والغاصِب وتحدّي الخداع والخائِن، لن يكون بمقدورهم الانتظار ــ ولم أقل الصبر ــ حتى لو أرادوا ذلك، فهو محال على الجموع التي تعلمت المشي على قدميها مجدداً أن يعيق مسيرها أي شيء.
30 يونيو 2013 ليست ثورة ثانية، بل هي غضب الخائف على نفسه من ديكتاتورية أخرى، وهذه المرة، ليست بدهاء سابقتها بل هي مختلفة، فيها خليط من الضبابية والسذاجة مما يجعل الناس تتشاطر معاً الأمل المتثاقِل في الغد والخوف المُتجاهَل من الوضع الراهِن على المستوى ذاته.
من مدونة «déjà vu» المصرية ( 30 حزيران 2013)