لدمشق مجلّة

تمكّن القيّمون على «مجلّة دمشق»، من تحويل الموقع الالكتروني الخاص بمولودهم السياسي ــ الفكري ــ الأدبي إلى أكثر من مجرّد مكان مخصَّص لنشر مضمون مجلتهم الصادرة من لندن، فجعلوا منه موقعاً حيوياً يتمّ تحديثه يومياً لنشر المقالات والأخبار والقصائد والمواد الأدبية على أنواعها. هكذا، بات الموقع يشبه المجلّة الأم: عنوان لا بدّ لكل مناصر للثورة السورية من زيارته لو أراد الاطلاع على الإنتاج الفكري للكتّاب والفنانين والأدباء السوريين الساعين على طريقتهم لإسقاط النظام، وبناء دولة علمانية تعددية ديموقراطية مكانه. هي مكان مفتوح لمناقشة الثورة ونقدها وتفنيد الأسباب الموجبة لإسقاط النظام، كل ذلك بمستوى مقبول من التنوُّع، بين النفَس اليساري الماركسي والليبرالي، فاليساري غير الأيديولوجي والاتجاه الأقرب إلى الإسلامي... تنوُّع ربما أراد له المشرفون على المشروع أن يشبه التعدُّد المعروف عن مدينة دمشق التي استعاروا اسمها لمجلتهم، مزيَّناً بالعبارة الشهيرة للشاعر أحمد شوقي: «وعزّ الشرق أوّله دمشق».
وكانت مجلة «دمشق» الفصلية قد انطلقت من عاصمة الضباب بعددها الأول (آذار/مارس 2013) في ذكرى مرور عامين على بداية الانتفاضة تحت شعار «منبر ثقافي حر لأجل سوريا حرة». عدد أول مؤلف من حوالي 200 صفحة صدر عن «مؤسسة دمشق للدراسات والنشر» في بريطانيا برعاية مؤسسة «بناة المستقبل»، مع الاعلان أنّ «ريع العدد يعود حصرياً إلى مخيمات اللاجئين السوريين». مجلّة يضمّ فريق عملها مجموعة من الكتاب الليبراليين واليساريين والعلمانيين، من سوريين وغير سوريين. رئيس التحرير هو الصحافي والشاعر نوري الجراح. أما مدير التحرير فهو ابراهيم الجبين. أما مستشارو التحرير فأبرزهم صادق جلال العظم، وعصام العطار وخلدون الشمعة، وسلامة كيلة ومفيد نجم والأب باولو دالوليو وهاني فحص وزياد ماجد... وقد صدر العددان التاليان بنسخة مزدوجة قبل نحو شهرين، هما أقرب أن يكونا إلى كتاب. عدد بلغت صفحاته الـ450، وحمل ملفه عنوان «الثورة السورية من منظور نقدي». تصميم المجلة مريح، ومعظم موادها البصرية عبارة عن أعمال لأطفال سوريين في مخيمات اللجوء السورية على الحدود التركية.
أما الموقع الالكتروني، فزواياه موزعة بين مقالات سياسية وأدبية، وقصائد ونصوص سردية ويوميات وقراءات نقدية لكتب وملفات سياسية وأخرى ثقافية. إحدى السمات البارزة في صفحات المجلة كما على موقعها الالكتروني، هي القلق لدى القيّمين على المشروع من الأخطار المحدقة بالثورة. هي أخطار متنوعة: من ضياع إنجازات الثورة على يد تنظيم القاعدة وأخواته، وخوف من التقسيم ومن التشرذم السياسي للمعارضات السياسية والتنظيمات العسكرية...

http://www.dimasheq.com/ar