على وقع التكبير

"لم أعد أملك موقفًا ممّا يدور على ساحة المنطقة اليوم (...) لكن استفزتني أشياء. الحكم واحد، والحزب واحد، وفكرة الأخ الكبير تعمم على العالم كلّه، الديكتاتور واحد أينما حلّ، يطغى عليه ذاك الشعور بالعظمة، يتخيل كلّ من تحته حشراتٍ، يسارع إلى التطهير. الديكتاتور واحد يطلّ علينا بأزياء مختلفة، بربطة عنقٍ، بعباءةٍ، بعمامةٍ، لا فرق. الكلام عينه يردّده إن واجه بضع محتجين، يرتكب أينما كان الحماقة
2013-06-26

شارك

"لم أعد أملك موقفًا ممّا يدور على ساحة المنطقة اليوم (...) لكن استفزتني أشياء. الحكم واحد، والحزب واحد، وفكرة الأخ الكبير تعمم على العالم كلّه، الديكتاتور واحد أينما حلّ، يطغى عليه ذاك الشعور بالعظمة، يتخيل كلّ من تحته حشراتٍ، يسارع إلى التطهير. الديكتاتور واحد يطلّ علينا بأزياء مختلفة، بربطة عنقٍ، بعباءةٍ، بعمامةٍ، لا فرق. الكلام عينه يردّده إن واجه بضع محتجين، يرتكب أينما كان الحماقة ذاتها، يستعظم شأنه ويستصغر كلّ من دونه، هؤلاء مختلون، منشقّون، خارجون عن سلطة القانون...
يصل الشعب لمرحلةٍ لا يكون بحاجةٍ فيها إلى خبزٍ ولا يكون يرغب بحريةٍ وديموقراطية. عندما أحرق بن عزيزي نفسه، لم يجل في باله فكرة إسقاط النظام الحاكم ولا طرأ على ذهنه رئيس بلاده، لم يكن يريد أكثر من احترامه كانسان، أن لا يُضرب ولا يُعنف من قبل أصحاب السلطة (...)
باسم الدين يجيّش البشر، يصبح القتل هو الحل الرئيس للحكم، باسم الدين يعلن الجميع عصر التطهير من بعضهم البعض، وكلّه فداء لله، ولإعلاء كلمة الله التي مرّغت بمجاهل التاريخ ولا ننسى أبدًا حزّ الرأس على وقع التكبير".

من مدونة «دونكيشوتات» (12 حزيران/يونيو 2013)

http://goo.gl/JtknR