«تدوين» هو المولود الأحدث في عائلة «معهد الدراسات العربية»، والشقيق الأصغر للمجلة الالكترونية «جدلية»، و«مجلة الدراسات العربية»، ومؤسسة إنتاج الأفلام الوثائقية «كولتنغ بوينت» (Quilting Point)، و«منتدى الشؤون العربية والاسلامية» (الذراع البحثية لـ«معهد الدراسات العربية»). عائلة بحثية ــ إعلامية ــ فكرية، تديرها مجموعة من الشباب العرب بشكل أساسي، إلى جانب باحثين وكتّاب أجانب، يتّخذ بعضهم من واشنطن مقراً لهم، ويأخذون على عاتقهم تقديم رؤية «بديلة» عن السائد للقضايا العربية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والمعرفية، تخاطب فيها بشكل أكاديمي الرأي العام الأجنبي والعربي، وخصوصاً طلاب الجامعات، بعيداً عن الإسقاطات والأحكام المسبقة والنظرة الغربية. فإحدى الغايات الأساسية من انشاء «تدوين»، هي التمكّن من الوصول إلى قاعات الجامعات، وتوفير ما يمكن أن يُدرَّس في الصروح الأكاديمية، لأهمية التكوين الجاري في ميدان هو ساحة صراع معلوم.
«تدوين» دار نشر يُفترض أن تصدر منتوجها باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية، لكن النشر لا يزال مقتصراً على الانكليزية حتى اليوم. ويسعى المشروع، بحسب مؤسسيه (منهم بسام حداد وسنان أنطون ونادر أتاسي وتوماس ساليفان)، إلى إرساء «تقليد جديد في النشر يكسر الحواجز التقليدية والمعرفية»، ويُعنى بالعالم العربي (مشرقه ومغربه) ومحيطه. ولمصطلح «دار نشر بديل» أهمية مركزية بالنسبة للقيّمين عليه، إذ إنه يتّسم بأربعة أركان: ــ تحدّي احتكار وهيمنة دور النشر الكبيرة لتوسيع آفاق ما يستحق النشر. ــ تقديم ما يتواصل ويتفاعل معه القارئ، بالاستفادة من أفضل ما توصلت إليه التكنولوجيا الرقمية من ناحية، ونصوص معرفية وأدبية منتقاة بعناية من ناحية ثانية. ــ التركيز على المنشورات التي تصل إلى قاعات الدراسة. ــ المساهمة في إنتاج معرفي جديد عن «الشرق الأوسط»، شكلاً ومضموناً.
يتعهّد القيّمون على «تدوين»، بالسعي إلى «استقطاب الأصوات والأفكار المهمّشة والطاقات الشابّة، وبتوفير مساحة للفكر النقدي الخلّاق وللنصوص الأدبية الشابة، بالإضافة إلى الكتب الورقية والإلكترونية المكتوبة باللغة العربية». ولا تغيب الترجمة من وإلى اللغة العربية عن هموم فريق عمل دار النشر، وهو ما سيحصل من خلال اللجوء إلى آراء فريق عالمي من الكتاب والأكاديميين من كافة أنحاء العالم.
ورغم صِغَر سنّ «تدوين»، فإنّ إصداراته ومنشوراته من كتب ودراسات ومقالات تبدو مطابقة للأهداف الموضوعة له. صدر عن الدار 3 كتب حتى اليوم، جميعها بالانكليزية: «الانتخابات البرلمانية المصرية: دليل نقدي لتغيير الساحة السياسية» (إشراف هشام سلام)، و«التأمّل بالانتفاضات العربية» (إشراف عادل اسكندر وبسام حداد)، فضلاً عن «فجر الانتفاضات العربية، نهاية نظام قديم؟» (إشراف بسام حداد وروزي بشير وروجر أوين).
أما المقالات والأبحاث والدراسات الخاصة بموقع تدوين الالكتروني (وهو لائق جداً)، فهي تبدو مميّزة، كمّاً ونوعاً، ومنها: «إعادة تصوٌّر التعليم في مصر»، و«كيف تشوّه سياسة القبول في الجامعات بعض المجتمعات العربية»، «الحرية الأكاديمية والشرق الأوسط»، و«العنف الانساني، من حنة أرندت إلى غزّة»، و«نضال الطلاب السوريين من أجل التعليم»...
مراكز أبحاث
«تدوين»: دار نشر بديلة تتحدّى الاحتكار المعرفي
«تدوين» هو المولود الأحدث في عائلة «معهد الدراسات العربية»، والشقيق الأصغر للمجلة الالكترونية «جدلية»، و«مجلة الدراسات العربية»، ومؤسسة إنتاج الأفلام الوثائقية «كولتنغ بوينت» (Quilting Point)، و«منتدى الشؤون العربية والاسلامية» (الذراع البحثية لـ«معهد الدراسات العربية»). عائلة بحثية ــ إعلامية ــ فكرية،
2013-06-05
شارك