«بعد أن قضوا على السياحة نتيجة إهمالهم وجهلهم وانعدام كفاءتهم، ها هم يمضون في اتجاه القضاء على الفلاحة وتهميشها. بعد ان اتصل بي مجموعة من الفلاحين الذين تضرّروا من انتشار بكتيريا «اللفحة النارية» قمت بتصوير شريط فيديو قصير للإضاءة على خطورة المشكلة. لكن ما راعني إلاّ اتهام البعض لي وكالعادة بالركوب على الحدث... دعوني أعود الى جوهر الموضوع، فما يحدث خطير جدّا. تنتشر هذه البكتيريا بسهولة، وليس من حلّ سوى إعدام الأشجار المثمرة المصابة، وهي عادة ما تصيب التفاحيّات. تبدأ الإصابة من الأوراق، حتى تصل الى الأغصان والجذور وصولاً إلى التربة التي تصبح غير صالحة للغراسة لمدّة 40 عاماً. وقد وصل هذا المرض إلى بلادنا عن طريق المشاتل المهّربة وغير المراقبة.
هنا أتساءل أين كانت الجهات المسؤولة عن مراقبة المشاتل المستوردة؟ وقد تمّ التفطّن اليه منذ السنة الفائتة وكان من الممكن تطويقه والقضاء عليه بإعدام أوّل ضيعة مصابة، ولكن تقاعس البعض ولا مبالاتهم أدّى الى انتشاره. فغابت التوعية الموجّهة إلى الفلاحين. وهكذا انتشر المرض في خمس ولايات. وقد عبّر الفلاحون الذين التقيتهم عن خوفهم من انتشار المرض في مناطق أخرى كالقصرين...
فإلى متى ستستمرّ مثل هذه الممارسات والسياسات، ومتى سيوقف هذا النزف؟»
من مدونة «بنيّة تونسية»