المخيم الذي أبى إلاّ أن يصير مدينة: السوريون في مخيم دوميز بكوردستان العراق

هَرّبت أغلب العائلات شبابها إلى مدن أوروبا، حيث ذابوا في الجدران هناك، فوقعتْ المسؤولية الكاملة على عاتق الفتيات، كي يحفظن مدينة اللجوء هذه من التحول إلى أنياب جائعة. يعملن، لأن الجوع غيمة ستسافر في سماء الجميع، وتُمطر كالسيل. وحدهن الشجاعات سيحتمين ويحمين أهاليهن بمظلات من عزيمة.
2025-09-11

فؤاد الحسن

كاتب من العراق


شارك
مخيم "دوميز"، كوردستان العراق

منذ ما يقارب 14 عاماً، وفي ذروة ما رافق الثورة السورية من أحداث قاسية، راح السوريون يبحثون عن قشة للنجاة. وإحدى طرق النجاة منذ الأزل، هي اللجوء إلى المخيمات. هذه قصة مخيم دوميز، ونزلائه البالغ عددهم حوالي ثمانية آلاف عائلة.

فكيف عاش ويعيش هؤلاء؟

يقع مخيم دوميز على مساحة تقدر بحوالي 60 دونم، وعلى بعد حوالي 20 كلم غربي محافظة دهوك في كوردستان العراق. معظم نزلائه من الكورد، كورد سوريا، أو كما تسمى بالكوردية، "روج آفا"، ومعناها غرب كوردستان. لجأوا من قامشلي، ومن ريف دمشق – من دوما تحديداً. لا بد من الإشارة إلى أن تدفق عدد هائل من اللاجئين آنذاك دفع إلى بناء مخيمات أخرى، في مناطق مختلفة من كوردستان العراق.

حينَ كُلِّفتُ بالكتابة عَن اللاجئين السوريين في كوردستان العراق، وتحديداً عن مخيم دوميز، شعرتُ بالتوتر والخجل. التوتر لأنني سأزورُ مخيماً يُعيد إليّ مشاهد النزوح والتشرد، التي عِشتُ وأعيشُ منها ما يكفي أوطان العالم كُلّها كي تموت في عارها، وسأشهدُ على أحوالِ أناسٍ مُحاطين بأسوار المخيمات، ويعيشون في عالمٍ منفصلٍ.

الخجل، لأنَّني سأواجه هؤلاء اللاجئين، وأسألهم لماذا لا يعودون إلى سوريا حتّى بعد "تحريرها"؟ وكأنَّني لا أعرف السبب. وهل تُخفى السيدة موت وهي تتضخم وتكبر بأرواح السوريين، لأبسط الأسباب الممكنة وغير الممكنة؟ وكأن الله، جعلَ من البشر داخل تلك الحدود درساً تمهيدياً عمّا يمكن أن تعانيه الضحية، وعن مستوى الوحشية الذي يمكن أن يصل إليه البشر! لكنني على الرغم من ذلك، قبلتُ بالمهمة، لأنني أنا رسولُ المخيمات، غير أنني لا أحمل رسالةً، بل ألتقطُ الصور التي تتحولُ إلى رمادٍ، بنارِ التجاهل قبل أن تصل إلى أعين المقصودين! يقولون إن العالم صار قرية صغيرة. لكنه بالنسبة إلينا، نحن الذين هربت أوطاننا منذ قرون، العالم مخيم صغير. وهذه الخيام هي جزء صغير منه. وفيها رهبة وفرادة، ولكل مخيم خصوصيته، تشعر برائحة الأحلام المتعفنة تنفذ إلى رئتيك وكأنها جنين مات في بطن أمه. تشعر بنار الفتية التي أخمدتها شتاءات كثيرة.

لم تعد المساعدات تصل إلى هذا المخيم كما هو متوقع، إذ إن الزمن كفيل بسحق الحاجة، والحروب التي لا تتوقف، تجعل من مثل هذا المخيم-المدينة جزءاً من الماضي. بُني وطن من نايلون لهؤلاء الناس، وتُركوا هناك!

في شنكال، هناك مقولة مشهورة معناها: "شام سكر، لكن الوطن أحلى". مخيمات الشنكاليين والسوريين تتشابه، والأوطان كلها ملح على جرح واحد! جرح ينجب جروحاً صغيرة، تكبر، حتّى نصير كلنا جراحاً على خارطة الشرق، من دون حدود أو جنسيات! المحظوظ منا يُهرِّب جراحه إلى أوروبا، ويبيِّضها ويطلق عليها أسامي لا تثير رهبة المواطنين البيض. أما الأقل حظاً، فيبقون هنا خلف أسوار مخيمات النزوح!

قصة مخيم دوميز، ونزلائه البالغ عددهم حوالي ثمانية آلاف عائلة. وهو قائم على بعد حوالي 20 كلم غربي محافظة دهوك، في كوردستان العراق. معظم نزلائه من الكورد، كورد سوريا، أو كما تسمى بالكوردية، "روج آفا"، ومعناها غرب كوردستان. لجأوا من قامشلي، ومن ريف دمشق منذ 14 عاماً وما زالوا هناك.

لم يكن المخيم كما كنت أتوقعه، كان مخيماً رفض إلاّ أن يصيرَ مدينة. بنى الناس في مكان خيامهم غرفاً، بتصميم موحد - معطى من إدارة المخيم - حتّى أنهم يسمونها بيوت. الشوارع مكتظة، مختنقة بالبشر، والأصوات والحركة. في المخيم قاعة لحفلات الزفاف، ومراكز متنوعة، وفيها سوق تدير دكاكينه نساء ورجال. جلستُ في مقهى صغير، وطلبت قهوة حضَّرها الرجل بطريقة سحرية. فطلبت أخرى، وتناهى إلى مسمعي صوت أصالة، وهي تغني "مخادع وبايع وقلبك حجر، ولا شُفت زيك ما بين البشر". عيون صاحب المقهى تذهب بعيداً وهو مُطْرَبٌ بالأغنية، لا أعرف إن كان يتخيل حبيباً خان وعده، أو وطناً وممثليه خانوه. ولاحظت الوجود النسوي الهائل للعاملات في دكاكين المخيم، وسألت عن الأمر، فتوصلت إلى إجابة جارحة كحد السكين: هؤلاء النسوة يعملن ساعات مكثفة، مقابل أجر شهري بسيط جداً، يصل إلى مئتي دولار في أفضل الأحوال وأكثرها حظاً، لأن أغلب العائلات هرَّبَت شبابها إلى مدن أوروبا، حيث ذابوا في الجدران هناك، فوقعتْ المسؤولية الكاملة على عاتق تلك الفتيات، كي يحفظن مدينة اللجوء هذه من التحول إلى أنياب جائعة. بغض النظر عن تغيراتهن الهورمونية، أو أحلامهن وأمانيهن، يعملن. لأن الجوع غيمة ستسافر في سماء الجميع، وتُمطر كالسيل. وحدهن الشجاعات سيحتمين ويحمين أهاليهن بمظلات من عزيمة.

يقولون لي إن هناك حوالي ثمانية آلاف عائلة نزيلة في هذا المخيم، أغلبهم وفدوا إلى كوردستان بطريقة عادية ومألوفة في الشرق الأوسط، سيراً من ريف دمشق إلى أطراف قامشلو، ثم سيراً مرة أخرى حتّى هذا المخيم، حيث أنا الآن. "الأسد" و"الأبد" وكل الحضارة لا تساوي حذاءً مقطوعاً لطفل سوري مشى به، وعبر الدول ليصل إلى خيمة في دوميز.

أسير في شوارع المخيم، إلى جانب صديقة هي نزيلة هنا، توجهني بابتسامة إلى نزلاء قبلوا بالتحدث إلي! لا أعرف لماذا انتظرتُ ملاحظة تفاصيلَ سوريّة ورائحة مختلفة في مخيم دوميز، اعتبرتُ الأمر سذاجة مطلقة مني، أنا الذي جئت إلى هنا، أبحث عن زوايا تكمن فيها تفاصيل تختلف عن غربتي في مخيم(ي).

لم تعد المساعدات تصل إلى هذا المخيم كما هو متوقع، إذ إن الزمن كفيل بسحق الحاجة، والحروب التي لا تتوقف تجعل من مثل هذا المخيم-المدينة جزءاً من الماضي. بُني وطن من نايلون لهؤلاء الناس، وتُرِكوا هناك! 

عمل النظام السوري على تعريب البلد، وركَّز بشكل خاص على تعريب الكورد ومناطقهم بكل الطرق الممكنة، منها منع الكتابة أو التحدث باللغة الكوردية، كما تصرح لي صديقتي، التي تتواصل معي بالعربية. كما منع التدريس باللغة الكوردية، وكأن كل كلمة تحمل ثورة، أو حياةً يجب إنهاؤها.

تقودني الزميلة إلى "بيت" رجل، كانت قد سارت معه خلال اللجوء-النجاة-الهرب-بداية الحياة. يسرد العجوز قصة امرأة اختطفت جماعة ابنتها لتجنيدها، وهي تناشد وتقول إنّها ابنتها الوحيدة، وإن لا أحد لها في هذا العالم سواها، وإنّها ستُحرِقُ نفسها لو لم يُعيدوها إليها! ويسألني العجوز: غداً لو عدنا وقرروا تجنيد ابنتي، أو ابني، ونقلوا إليّ بعد سنوات أو شهور خبر موت أحدهما، ماذا سأفعل؟ هل يستحق الأمر حياة طفل أو طفلة تؤخذ هباءً، واستخدامها كوقود للحروب التي لا تنتهي؟

يدعوني الرجل إلى كوب شاي، فأتركه يبرد هناك، يحكي ويحكي وراء دخان السجائر، الذي يتجمع في سماء الغرفة/ "الخيمة". أجزم أنّه لولا وجود زوجته وابنته بجوارنا لبكى، وعاتب وطنه مئة عام! لكنه يصمت في النهاية، وأرحل من دون استئذانٍ أو وداع. أكتشف أن بعض النزلاء، الذين لم تسعفهم حالهم المادية لبناء الغرفة بالتصميم المعطى من الطابوق، بنوا غرفهم من الصفيح، وتخلَّصوا من لعنة نايلون الخيم إلى الأبد. كما أن تجارة الـ"بيوت" هذه رائجة، وتصل إلى أسعار خيالية في بعض الحالات.

أسأل عن سبب عدم عودة الناس إلى "بلدهم"، فتقول الشابة التي رافقتني في التجوال إن لا أحد له بلد، كل الحدود قابلة للمحو، وكل الهويات قابلة للضياع، الأهم هو كيف يعيش هؤلاء الناس الآن، إذ ليس هناك رعاية صحية في المخيم، المراكز التي كانت موجودة سابقة أُغلِقَت، وبعض المحاولات الخجولة من المنظمات الإنسانية لا تسد الحاجة. والمخيم يفتقر إلى مركز للحالات الطارئة.

... وهناك الخوف الذي ما زال مدفوناً في القلوب من تجنيد وتسليح القاصرين، وهو موثق بالأدلة وبشهادات أهالي الضحايا، إذ لم يكْفِ القتل العشوائي واستباحة القتل التي انتهجتهما جبهة "النُصرة" آنذاك، إلى أن أٌضيف إليه التجنيد. 

أسير في شوارع المخيم كفريسةٍ تنتظر مُفترسِها، كسيزيفٍ يحمل حجارة وطنه، التي قذفوه بها، حملها حتّى قمة الجبل، وبنى بها بيتاً، فتدحرجت حجارته، وسكن خيمة أسفل الجبل. وأسأل غير منتظرٍ إجابة: هل أوطاننا عقاب الآلهة لنا على أخطاءٍ كثيرةٍ اقترفناها؟ هل هي لعنات حجرية كثيرة تكسر قلوبنا الزجاجية؟

ألتقي بصديقة من الجامعة، تقودني إلى بيتها - خيمتها سابقاً -. اسمها بالكوردية يعني أحزان، تحاول تأطير واجهة وجودها بابتسامة تناقض كل الخراب الذي يستفحل في داخلها، أفهم تمسكها بالحياة وأخاف عليها. أسألها: ما الذي تنتظره من الغد؟ أي غدٍ تنتظره هذه الطفلة، التي كبرت على طرق اللجوء، وتعلّمت النجاة من الموت قبل تعلّمها الحياة نفسها! ولو أنني سألت نفسي السؤال نفسه، لما وجدت ضوءاً في آخر نفق المخيم! تقول إنها تنتظر حديقة خلفية، لبيتٍ يدخله الضوء كل صباح، ليجرف كوابيس الليل والأحلام مبتورة الأطراف. أسألها: ماذا عن الوطن؟ تجيب بابتسامة أخرى: اللاجئ كل عمره لا يعرف معنى الوطن، كما لا يعرف الجائع طوال عمره، الفرق بين طعامٍ فاخرٍ وآخر رديء، طعام مشبَع بالبروتين وآخر بالكاربوهيدرات، ما يهم هو أن يأكل ليبقى حياً، لا أن يبقى حياً ليأكل.

أعترف بهزيمتي، ولكنني رميت آخر أسئلتي: أليس القليل من الحاضر أفضل من كل المستقبل؟ تجيب: بل أفضل من كل الماضي. وتقول تعقيباً على سؤالي عما إذا ما كانت تعتبر هذا المخيم وطنها: الوطن هو حيثما تشعر بالأمان، وأنا هنا أشعر بالأمان، فالوطن الذي تتحدث عنه، لم أكن فيه أنا، لم يكن مسموحاً لي سوى أن أكون كما هم يريدون مني، من دون هوية سوى التي صمموها، من دون شكل سوى الذي صمموه. إذا كنتَ تبحث عن الحنين، فستجده عند مَن توافرت لهم أساسيات العيش. أما هنا، فلا حنين سوى لغدٍ يتحسن فيه الوضع أينما كان. لن نرمي بأنفسنا إلى داخل حدود يتقاتل فيها الجميع، ويفرضون رأيهم واعتقادهم بالسلاح، نريد أن نعيش! لي أخت حامل تعيش في مخيم بأربيل، لا نخاف أن تُغتصب أو يُقتل جنينها في بطنها، أو يُجَنَّد جبراً إذا ما بلغ سن المراهقة. سيعيشون ويعملون ويحاولون توفير أساسيات العيش، وهكذا.

أرمي بسؤال عن سبب عدم عودة الناس إلى "بلدهم"، فتقول إن لا أحد له بلد، كل الحدود قابلة للمحو، وكل الهويات قابلة للضياع، الأهم هو كيف يعيش هؤلاء الناس الآن، إذ ليس هناك رعاية صحية في المخيم، المراكز التي كانت موجودة سابقة أُغلِقَت، وبعض المحاولات الخجولة من المنظمات الإنسانية لا تسد الحاجة. والمخيم يفتقر إلى مركز للحالات الطارئة، فإذا مرض أحد في منتصف الليل، عليه أن يقصد المدينة. وللإجابة على سؤالي بطريقة مقتضبة، قالت إن الناس يخافون من تجنيد أبنائهم وبناتهم بشكل إلزامي، من عمر المراهقة وما فوق، من قِبل جماعات مسلحة.

تجنيد وتسليح القاصرين موثق بالأدلة وبشهادات أهالي الضحايا، إذ لم يكفِ القتل العشوائي واستباحة القتل التي انتهجتهما جبهة "النُصرة" آنذاك، إلى أن أٌضيف إليه التجنيد.

أعترفُ بهزيمتي، فكل فرد من بين هؤلاء الآلاف علامة تعجُّب تسير على قدمين. ولكني رميت آخر أسئلتي: أليس القليل من الحاضر أفضل من كل المستقبل؟ تجيب: بل أفضل من كل الماضي. وتقول تعقيباً على سؤالي عما إذا ما كانت تعتبر هذا المخيم وطنها: الوطن هو حيثما تشعر بالأمان.

أسأل عن المستقبل: ماذا لو قرروا إغلاق المخيم غداً - كحالة إغلاق مخيم "عربت" في السليمانية - وطرد النازحين، ماذا سيحدث لهؤلاء الناس؟ يسود الصمت. 

حسِبتُ أول الأمر أن الناس سيناقشون موضوع العودة بطريقة طبيعية، وأنَّ مؤاخذاتهم على الوضع والنظام الجديد ستكون من عدة نقاط، لكنني صُدمت بعدم مناقشة الموضوع. وكأنهم بنوا "بيوتهم" على أرض هذا المخيم للبقاء الدائم، وحسبوه وطنهم من دون النظر إلى الوراء. وكأن لا شيئ كان سابقاً. وأعجبتُ بتمسكهم بالحياة حين سُلبتْ منهم، فانتزعوها مرة أخرى، وقرروا العيش.

أتناسى الأجساد المادية، وأسأل نفسي: كيف تكفي غرفة مبنية على مساحة خيمة، لخيبات عائلة كاملة؟ أن يتسع سور المخيم لعيون هؤلاء الأطفال؟ وكيف تقوى سقوف الغرف على صد دعوات العجائز؟ كيف لا يتلون صمت السماء بدم الدورة الشهرية لهاته الفتيات العاملات في مهامٍ صعبة؟ كل فرد من بين هؤلاء الآلاف علامة تعجب تسير على قدمين. لا يُعقل أن تكون هذه الحياة هي الوحيدة، أو الأولى والثانية بعد الموت، يستحيل ألا يكون هؤلاء الناس قد تدرَّبوا على حيواتٍ كثيرة لا تُعَد، فصاروا أقوياء وصارتِ الحياة عادة قديمة مُتقَنة، تُبنى ولو على أرض تنهار مع كل نفس، ولكنها ستُبنى مرة أخرى.

أسأل عن المستقبل، ماذا لو قرروا إغلاق المخيم غداً - كحالة إغلاق مخيم "عربت" في السليمانية - وطرد النازحين، ماذا سيحدث لهؤلاء الناس؟ يسود الصمت.

مقالات من العراق

"منو ما صار سفير؟"

موقع "جمار" 2025-08-28

صوّت البرلمان العراقي ، الثلاثاء 26 آب / أغسطس 2025، على قائمة تضم واحداً وتسعين اسماً تحت عنوان "السفراء الجدد"، دون أن تُحدَّد حتى الدول التي سيُوفد إليها هؤلاء، وكان...

"ما الذي بينك وبين الله يا بان؟"

ديمة ياسين 2025-08-19

السؤال الأكثر ترديداً على منصات التواصل الإجتماعي في العراق، منذ تفجُّر حادثة الطبيبة الراحلة بان زياد هو: "ما الذي بينك و بين الله يا بان، الذي جعل موتك يُطلِق فينا...

للكاتب نفسه

بلد الجدائل المقصوصة

فؤاد الحسن 2025-03-03

كتب الفلسطينيون على أيدي أطفالهم أسماءهم، لئلا تضيع جثثهم، ويتعرّفون إليها بعد قصفهم، وهو ما فاتنا. كان علينا كتابة أسمائنا على عظامنا، فشمس آب جفّفتْ دماء أهلي في الجبل، وتحلَّلت...