تحركات مريبة في الهول تُحبط محاولة هروب جماعي لعائلات داعش

يخشى العراق من عودة سيناريو أواسط العام 2014 عندما تمكن تنظيم داعش من السيطرة على مناطق تُقدر بثلث مساحة البلاد، على خلفية امتداد الصراع في سوريا بين النظام والفصائل المعارضة في السنوات الماضية.
مخيم "الهول، شمال شرق سوريا

من موقع "العالم الجديد"، نشر في 03 / 09 / 2025.

وسط تصاعد التوترات العسكرية في المنطقة وتهديدات التنظيمات الإرهابية، شهد مخيم الهول في سوريا محاولة هروب جماعية لعائلات داعش، ما أعاد فتح المخاوف العراقية من عودة التنظيم إلى الداخل وتأمين الحدود.

العراق يواجه اليوم اختبارا حقيقيا لقدرة مؤسساته الأمنية على التصدي لأي خروقات قد تهدد الاستقرار الداخلي، بينما تحاول الحكومة السورية تسهيل الإجراءات لإنهاء مأساة المخيم.

وذكرت قوى الأمن الكردية (الأسايش)، بمناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، في بيان نشر على موقعها الرسمي، اليوم الأربعاء، أن قواتها “أحبطت محاولة هروب جماعية من مخيم الهول، نفذها عدد من عوائل تنظيم داعش الإرهابي، بلغ عددهم 56 شخصا”.

وأصاف البيان، أن “56 شخصا حاولوا الفرار باستخدام مركبة كبيرة من نوع (هيونداي أنتر) حيث تم رصد تحركات مريبة أثناء صعود المجموعة إلى المركبة، قبل أن يتم إيقافها عند محاولتها اجتياز البوابة الرئيسية للمخيم”.

وتابع البيان: “تم رصد حركة مريبة أمس بعد الظهر، حيث شوهدت مجموعة من الأشخاص وهي تصعد إلى المركبة بشكل غير طبيعي، وعلى الفور، باشرت قواتنا عملية المتابعة، وتم إيقاف المركبة عند محاولتها اجتياز البوابة الرئيسية”.

وأكد البيان أنه “جرى إلقاء القبض على جميع المتورطين وتحويلهم إلى الجهات المختصة لبدء تحقيقات موسعة وكشف ملابسات العملية”.

وشدد بيان قوى الأمن الداخلي (الأسايش) على “استمرار الجهود الأمنية لمنع أي خروقات تهدد سلامة المخيم التي تحوي عوائل تنظيم داعش الإرهابي والمنطقة”.

جاء ذلك، بالتزامن مع حث الحكومة العراقية خطواتها لإخلاء العائلات العراقية من مخيم الهول في سوريا، عبر تنظيم دفعتين شهريا، في خطوة لتجنب أي تهديدات إرهابية محتملة عبر حدوده.

وكانت مصادر مطلعة أفادت لـ”العالم الجديد”، أمس الثلاثاء، بأن “رئيس جهاز المخابرات حميد الشطري، أبلغ خلال لقائه الرئيس السوري أحمد الشرع في دمشق، قبل أيام، رغبة العراق الملحة بإخلاء العائلات العراقية من مخيم الهول بأسرع وقت ممكن”، مؤكدة أن “الشرع قد أكد للشطري تسهيل كافة الإجراءات اللازمة لذلك”.

وأضافت، أن “الحكومة ترى أن استمرار الدفعات عبر الحدود قد يساهم بإدخال بعض الجهات الإرهابية إلى البلاد”.

وحذر القائم بالأعمال العراقي في سوريا، ياسين الحجيمي، قبل نحو يومين من خطورة استمرار مخيم “الهول” ومراكز احتجاز عناصر تنظيم داعش في شمال شرقي سوريا، واصفا هذه المراكز بأنها ”قنبلة موقوتة” التي تستدعي معالجة عاجلة من خلال إعادة تأهيل اللاجئين ودمجهم في مجتمعاتهم.

وتعد الحدود العراقية- السورية من أكثر الجبهات حساسة في المشهد الأمني العراقي، إذ ارتبطت لسنوات طويلة بذاكرة الاختراقات والتهديدات المتكررة، وكانت مسرحا لتدفق الجماعات المسلحة وتهريب السلاح والبشر عبر صحراء مترامية الأطراف يصعب ضبطها، وهذا الامتداد الجغرافي لم يكن مجرد خط فصل بين دولتين متجاورتين، بل خاصرة رخوة هددت استقرار الداخل العراقي، وحوّل المحافظات الغربية في أكثر من مرة إلى نقاط اختبار لصلابة مؤسسات الدولة.

وأعربت السفارة الأمريكية في بغداد، في 23 آب أغسطس الماضي، عن قلقها العميق إزاء العمليات المستمرة والتوسعات الإقليمية لتنظيمي داعش أو الدولة الإسلامية في العراق والشام، والقاعدة، الأمر الذي قوبل برد سريع من قبل الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، صباح النعمان، الذي شدد على أن “داعش مشلول” وأن الحدود مؤمنة بالكامل، مؤكدا جاهزية القوات الأمنية والاستخبارية لمواجهة أي تهديد محتمل.

ويخشى العراق من عودة سيناريو أواسط العام 2014 عندما تمكن تنظيم داعش من السيطرة على مناطق تُقدر بثلث مساحة البلاد، على خلفية امتداد الصراع في سوريا بين النظام والفصائل المعارضة في السنوات الماضية.

ويعود تاريخ إنشاء مخيم الهول إلى تسعينيات القرن الماضي، حيث أسس من قبل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، على مشارف بلدة الهول بالتنسيق مع الحكومة السورية، ونزح إليه ما يزيد عن 15 ألف لاجئ عراقي وفلسطيني، هاجر الكثيرون منهم إلى مختلف أرجاء العالم بمساعدة الأمم المتحدة، خاصة بعد أحداث عام 1991 عندما استباح النظام العراقي السابق دولة الكويت، وقادت ضده الولايات المتحدة حربا عبر تحالف دولي.

مقالات ذات صلة

وكشف تحقيق استقصائي أنتجته ونشرته “العالم الجديد” في أيلول 2022، عن أن مخيم الهول، المكتظ بمحتجزي عائلات تنظيم داعش، يضم ما يقرب من 50 ألفا قبل أن ينخفض مؤخرا إلى نحو 43 ألف شخص، بعد إعادة العديد من العوائل إلى ديارها، فيما أوضح التحقيق الذي يعد الأول من نوعه في الصحافة العراقية، أن العراقيين يشكلون أكثر من نصف سكان المخيم فيما يأتي السوريون بالدرجة الثانية من حيث العدد، حيث يقترب عددهم من ربع السكان، مقابل أقل من ربع السكان من الأجانب الذين ينتمون إلى 45 دولة على الأقل، منها فرنسا والسويد وهولندا وروسيا وتركيا، وهو ما أكدته بيانات إدارة المخيم مطلع عام 2024.

مقالات من العراق

"منو ما صار سفير؟"

موقع "جمار" 2025-08-28

صوّت البرلمان العراقي ، الثلاثاء 26 آب / أغسطس 2025، على قائمة تضم واحداً وتسعين اسماً تحت عنوان "السفراء الجدد"، دون أن تُحدَّد حتى الدول التي سيُوفد إليها هؤلاء، وكان...

"ما الذي بينك وبين الله يا بان؟"

ديمة ياسين 2025-08-19

السؤال الأكثر ترديداً على منصات التواصل الإجتماعي في العراق، منذ تفجُّر حادثة الطبيبة الراحلة بان زياد هو: "ما الذي بينك و بين الله يا بان، الذي جعل موتك يُطلِق فينا...

للكاتب نفسه