«مفتاح»، أو «المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديموقراطية»، هو أحد مراكز الدراسات الفلسطينية الجديّة، والمعنيّة بالقضية لجهة الأبحاث والنشر والتقارير والدراسات. شعار المركز، «مفتاحك إلى فلسطين»، يعكس رغبة القيمين عليه، منذ تأسيسه في القدس المحتلة عام 1998، بأن يقدّم المعارف الأساسية التي تتيح فهم الصراع العربي ــ الإسرائيلي، والاستعمار الصهيوني لأرض فلسطين تحديداً، من جوانبه التاريخية والاجتماعية والاقتصادية. يحدّد المركز لنفسه أهدافاً تتمحور حول مخاطبة العالم بعدالة القضية الفلسطينية، علّ ذلك يؤثّر في الضغط على أصحاب القرار العالمي. هدف يصوغه القيمون عليه بـ«نشر الخطاب والرواية الفلسطينية الحقيقية إلى الجهات المؤثرة الرسمية والشعبية في العالم». وتحت العنوان العريض الذي يحدّده المركز لنفسه: «دولة فلسطينية ديموقراطية مستقلة ذات سيادة»، تندرج عناوين فرعية تصبّ في تهيئة الأجواء للعيش في هذه الدولة المأمولة.
قد تكون القيمة المضافة الرئيسية التي يقدمها الموقع، هي الخرائط. فعلى موقعه الالكتروني، يمكن العثور على حوالي مئة خريطة حول كل ما يتعلق بفلسطين. يتألف مجلس الأمناء من وجوه فلسطينية وعربية لافتة.
يقدّم الموقع الالكتروني لـ«مفتاح» (متوفر باللغتين العربية والانكليزية) زاوية تضم تقارير محلية وعربية ودولية مرتبطة بالقضية الفلسطينية أو بالمجالات التي تعمل فيها المؤسسة. من منشورات المركز، «تحليل خدمات وزارة الشؤون الاجتماعية من منظور النوع الاجتماعي: دراسة ميدانية من وجهة نظر الفئات المستفيدة»، و«دليل إعداد موازنة مستجيبة للنوع الاجتماعي»، و«حقوق المواطنين ــ الدليل الإرشادي»، و«توثيق مبادرات ائتلافات القرار الأممي 1325»، و«الثورات العربية والقضية الفلسطينية: جدلية التأثر والتأثير»، و«دور الشباب الفلسطيني في المقاومة السلمية الشعبية»، و«التعليم التوجيهي في المناهج الفلسطينية: مرحلة انتقالية مليئة بالتشتت». ويلتزم «مفتاح» قضايا معيّنة يخوض في سبيلها حملات بدعم من منظمات دولية غير حكومية، وبعضها تابع للأمم المتحدة، كـ«المواطنة والمشاركة المجتمعية ــ حق وواجب»، و«دعم الانتخاب»... جميعها تحت عنوان «الديموقراطية والحكم الصالح». فضلاً عن ذلك، تصدر عن المركز مجلة باسم «رأي آخر جديد»، آخر نسخة كانت في تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
«مفتاح» يتجاهل أن مشروع الدولة الفلسطينية كان يستند الى تسوية تاريخية ظهر انها مستحيلة. ويتجاهل أن السلطة القائمة لا يمكنها ان تكون نواة دولة، فتشوهاتها الناجمة عن قوة حضور الاحتلال الإسرائيلي فيها، لا يحلها مزيد من الجدية ومزيد من الشفافية والحاكمية... وعلى ذلك، تبقى للمركز فائدته، التقنية على الأقل!