جول جمال: استشهاد عابر للحدود

ولد جول جمّال في مستهل نيسان/ أبريل عام 1932 لأسرة مسيحية أرثوذكسية، في قرية من محافظة حمص، ونشأ في اللاذقية. شارك والده في المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي لسوريا. استشهد جول جراء إصابته بالشظايا المتناثرة من ضرب زورقه للمدمِّرة الفرنسية أثناء العدوان الثلاثي على مصر في العام 1956، واستشهد معه 41 من رجال البحرية المصرية. وعندما سمع أهل اللاذقية بخبر استشهاده، احتفلت المدينة بأكملها، في خليطٍ من الحزن والفرح، علتْ فيه أصوات تكبيرات المآذن وأجراس الكنائس.
2025-06-02

ممدوح عبد المنعم

كاتب، من مصر


شارك
الشهيد جول جمال (1932 - 1956)

في "نادرة عجيبة"، كما يصفها المؤرخ عبد الرحمن الجبرتي، وعند غروب شمس الرابع عشر من حزيران/ يونيو عام 1800، يتسلل شاب رث الملابس، كأنه شحّاذ، إلى حديقة قصر محمد بك الألفي بالأزبكية، مقر إقامة ساري عسكر جنرال "جان باتيست كليبر"، قائد قوات الاحتلال الفرنسي في مصر، ويقوم بطعنه ثلاث طعنات تودي بحياته.

قبل هذه الواقعة بشهور قليلة، كان "كليبر" قد قمع بعنف مفرط ثورة المصريين الثانية في القاهرة ضد قوات الاحتلال الفرنسي، وقام بدك حي بولاق منبت الثورة بالمدافع، حتى صار الحي أثراً بعد عين، سائراً على درب قائده بونابرت في التنكيل والقسوة ضد المصريين.

هذا الشاب هو سليمان بن محمد أمين، الملقب بسليمان الحلبي، الطالب في الأزهر الشريف، والمولود عام 1777 في قرية "كوكان" الواقعة في منطقة عِفرين شمال سوريا. وكان عمره عندما أردى الجنرال الفرنسي 24 عاماً. عوقب سليمان الحلبي بحرق يده التي طعنت القائد، ثم جرى قتله بأشنع الطرق حينها، بوضعه على الخازوق حتى الموت.

مقالات ذات صلة

بعد هذه الواقعة بأكثر من 150 عاماً، بدا أنها تتكرر بشكل ما، مع اختلاف الظروف والملابسات، وإن ظل العدو في الحالين فرنسياً غازياً يسعى بجرأة إلى اغتيال أمة كاملة. عدو يأتي إلى المنطقة مستهيناً بقدرات الخصم الضعيف، لتحقيق طموحه في التوسع والهيمنة، في المرة الأولى، أو تغذية لانتقامه في المرة الثانية. ظلت الفكرة واحدة: أن شاباً سورياً في عمر سليمان نفسه، استطاع أن يقفز فوق الحدود الضيقة، والجنسية المعرقِلة التي وضعتها الحدود، ويتدخل في ساعة حاسمة من تاريخ مصر ليعيد صياغة التاريخ، وكأنه يرده إلى أصله الصحيح بمفردات النضال والمقاومة نفسيهما، ضد العدو المشترك.

لمحتُ اسمه بالصدفة منذ عدة سنوات أثناء مرور عابر في أحد شوارع منطقة رشدي الفخمة، في مدينة الإسكندرية. ومنذ تلك اللحظة وأنا أحاول أن ألتقط كافة الخيوط، التي يمكن أن تقودني إلى تلك اللحظة المجيدة، التي حقق فيها ذلك الشاب بطولته الاستثنائية، التي تاخمت الأسطورة.

عندما شرعتُ في كتابة هذا النص، كان جهدي محصوراً في محاولة تنقية القصة من المبالغات العديدة، التي صادفتها هنا أو هناك، مبالغات أستطيع أن أتفهم دوافعها عند هؤلاء الذين صنعوها، نكاية بالعدو، أو تعظيماً لقدر المقاومة التي بُذلت في دفعه. إلا أن الحقيقة وحدها كانت كافية بدون أي تجميل إضافي، لتسجيل ملحمة بطولية، أو"نادرة عجيبة" بلغة الجبرتي.

هو جول جمّال، المولود في مستهل نيسان/ أبريل عام 1932 بقرية المشتاية في محافظة حمص لأسرة مسيحية أرثوذكسية، قبل أن ينتقل  صغيراً مع عائلته الى اللاذقية. أبوه يوسف جمَّال، طبيب بيطري، شارك في المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي لسوريا.

حصل جول على شهادة الثانوية عام 1953، والتحق بعدها بكلية الآداب جامعة دمشق، وسرعان ما تركها لتحقيق حلمه في الالتحاق بالكلية العسكرية، التي ما لبثت أن قامت بإرساله في بعثه تعليمية ضمن 10 من الطلاب للدراسة في الكلية البحرية في مصر.

وفى أيار/ مايو من عام 1956، تخرج جول مع رفاقه في الكلية البحرية، وحصل على رتبة ملازم ثانٍ، وكان ترتيبه الأول على دفعته.

كان على جول ورفاقه، وقد أنهوا دراستهم في الكلية البحرية، العودة إلى سوريا. ولكن مصر كانت قد استوردت زوارق طوربيد حديثة، ورأت الحكومة السورية حينها الإبقاء على بعثتها في مصر، للتدريب على تلك القوارب في مناورات عسكرية.

الأحداث تشتعل

في الوقت الذي كان جمَّال ورفاقه يتخرجون في الكلية البحرية، كانت مصر تخوض واحدة من أعنف معاركها ضد الغرب. ففي فورة الشعور بالاستقلال الوطني، وفي ظل العجرفة التي قوبل بها طلب مصر لتمويل مشروع السد العالي، والشروط القاسية التي فرضها الغرب لتمويل ذلك المشروع، التي جاءت في مجملها كأنها تتعمد إذلال البلاد، قام جمال عبد الناصر بتأميم شركة قناة السويس البحرية لتصبح شركة مساهِمة مصرية، وهو القرار الذي أجج نيران غضب الغرب، وأدى إلى تعرض مصر للعدوان الثلاثي، من انجلترا وفرنسا وإسرائيل مجتمعات، بدعم أمريكي واضح.. وقد بدأ يوم 29 تشرين الأول/ أكتوبر عام 1956 .

جان بارت Jean Bart

كانت البداية بتعرض مدينة بور سعيد لقصف جوي عنيف استمر لمدة خمسة أيام، متلازماً مع عمليات إنزال جوي وقصف من البحر، بغرض الإجهاز على المدينة في أسرع وقت ممكن. ولكن المدينة أبدت مقاومة مذهلة، ليس فقط بما تجاوز توقعات العدو، ولكن بأكثر مما تصورت القيادة المصرية نفسها. وكان على القوات الغازية كسر إرادة تلك المدينة التي صارت حجر عثرة أمام إتمام الخطة التي وضعتها الدول المعتدية.

عندما شرعتُ في كتابة هذا النص، كان جهدي محصوراً في محاولة تنقية القصة من المبالغات العديدة، التي صادفتها هنا أو هناك، مبالغات أستطيع أن أتفهم دوافعها عند هؤلاء الذين صنعوها، نكاية بالعدو، أو تعظيماً لقدر المقاومة التي بُذلت في دفعه. إلا أن الحقيقة وحدها كانت كافية بدون أي تجميل إضافي، لتسجيل ملحمة بطولية.

بعض وزراء الدفاع الفرنسيين دأبوا عند وداع جنودهم الذاهبين في مهمات حربية، أن يشيروا إلى هذه البارجة العملاقة المعطَّلة، والقابعة على الشاطئ، فيقولون لهم: لا تستهينوا بأعدائكم. هذا ما حصل لنا أمام الشواطئ المصرية".

قامت فرنسا بتوجيه مدمرتها العملاقة "جان بارت"، فخر البحرية الفرنسية، التي سُمِّيت باسم القرصان والبحار الفرنسي المولود في مدينة دنكيرك عام 1650. كان يبلغ طولها 247 متراً، ووزنها 48750 طناً، بينما يتكون طاقمها من 88 ضابطاً و2055 بحاراً، و109 مدافع من مختلف الأعيرة، كما أنها كانت أول مدمِّرة بحرية في العالم مزودة بجهاز رادار. مدينة كاملة مدججة بكل أسلحة القتل، كانت مهمتها الإجهاز على ما تبقّى من مدينة بور سعيد، مع استمرار عمليات القصف الجوي، ومحاولات إنزال مظليين بريطانيين للتعامل على الأرض.

المدمرة الفرنسية جان بارت في ميناء طولون العسكري

معركة البرلس

وفي منتصف ليل 4 تشرين الثاني/ نوفمبر من العام ،1956 التقط جول جمّال وزملاؤه إشارة كانت تبثها المُدمِّرة الفرنسية شمال بحيرة البرلس، فتوجه من فوره إلى مكتب قائده المقدم البحري جلال الدين الدسوقي، قائد لواء الطوربيد والصواريخ في الإسكندرية، طالباً منه السماح له بالاشتراك في عملية عسكرية ضد المدمِّرة. لكن قائده اعترض، كون اللوائح العسكرية لا تسمح لأي أجنبي أن يقوم بعمليات عسكرية ميدانية بعيداً عن التدريب والمناورات، بل طلب منه ومن زملائه الحصول على إجازة أو السفر إلى سوريا قبل بدء العمليات العسكرية. ولكن جول أصرَّ على طلبه وهو الذي لم يجد فارقاً يُذكر بينه وزملائه المصريين، الذين رافقهم في الدراسة في الكلية، بالنظر إلى طبيعة العدوان أو خطورته.

وافق المقدم جلال الدسوقي بعد استشارة قادته، على إشراك جول في الخطة التي اعتمدت على ثلاثة زوارق، تحاول أن تعترض مسيرة المدمِّرة الفرنسية، ومن ثَمّ ضربها بالطوربيدات لتدميرها أو إعطابها، على أن ينطلق زورق جول أولاً، فإذا لم ينجح يأتي دور ضابط مصري آخر، فاذا لم ينجح يتقدم ضابط سوري آخر أصر على الاشتراك في العملية، وهو نخلة سكاف.

في فورة الشعور بالاستقلال الوطني، وفي ظل العجرفة التي قوبل بها طلب مصر لتمويل مشروع السد العالي، والشروط القاسية التي فرضها الغرب، والتي جاءت في مجملها كأنها تتعمد إذلال البلاد، قام جمال عبد الناصر بتأميم شركة قناة السويس البحرية لتصبح شركة مساهِمة مصرية. وأدى ذلك إلى تعرض مصر للعدوان الثلاثي، من انجلترا وفرنسا وإسرائيل مجتمعات.

تعرضت مدينة بور سعيد لقصف جوي عنيف استمر لمدة خمسة أيام، متلازماً مع عمليات إنزال جوي وقصف من البحر. ولكن المدينة أبدت مقاومة مذهِلة، ليس فقط بما تجاوز توقعات العدو، ولكن بأكثر مما تصورت القيادة المصرية نفسها. وكان على القوات الغازية كسر إرادة تلك المدينة التي صارت حجر عثرة أمام إتمام الخطة التي وضعتها الدول المعتدية.

يقول الضابط السوري نخلة سكاف، رفيق جول في الدراسة والعملية: "خرجت الزوارق الثلاث رباعية الطوربيد، وعلى رأسها القائد جلال الدين الدسوقي بنفسه، ثم دخلنا إلى عرض البحر بحثاً عن سفن العدو. حينها شاهدتُ في الأفق طيراناً كثيفاً، اختفى ثم سرعان ما عاد ليقصف الزورق الأول، الذى كان يضم القائد فيغرقه، ثم قام بقصف زورقنا فأغرقه، ولم ينجُ منّا إلا سبعة فقط. قمنا ساعتها بامتطاء زورق مطاطي. وبدا أن الخطة قد تعرضت لإرباك شديد يوشِك أن يؤدي إلى فشل المهمة. في تلك الأثناء لمحنا الزورق الذى يضم جول جمّال وهو يقترب بسرعة شديدة من المدمِّرة جان بارت، ويكاد يلتصق بها".

نخلة اسكاف، زميل جمّال في العملية

يقول الدكتور غزوان ياغي، مدير معهد الآثار في دمشق، أن جول جمّال استطاع أن يصيب المدمِّرة الفرنسية بعطب شديد أخرجها من ساحة القتال بشكل كامل، وألحق بها أضراراً لم تعد بعدها إلى مباشرة أية عمليات عسكرية، بل سُحِبت من الخدمة لاحقاً، ولا تزال موجودة أمام السواحل الفرنسية. ويقول الدكتور غزوان: "إن بعض وزراء الدفاع الفرنسيين دأبوا عند وداع جنودهم الذاهبين في مهمات حربية، أن يشيروا إلى هذه البارجة العملاقة المعطَّلة، ويقولون لهم: لا تستهينوا بأعدائكم. هذا ما حصل لنا أمام الشواطئ المصرية".

لم يتم تدمير البارجة جان بارت، كما رددتْ كثيرٌ من المواقع، ولكن العطب الذي أحدثه جول في جسد السفينة كان كافياً لكي توصف العملية العسكرية بأنها "ناجحة"، إذ حققت الهدف منها وهو تحييد ذلك السلاح الخطير وخروجه من المعركة.

يقول الضابط السوري نخلة سكاف، رفيق جول في الدراسة والعملية: "خرجتْ الزوارق الثلاث رباعية الطوربيد، وعلى رأسها القائد الدسوقي بنفسه، إلى عرض البحر بحثاً عن سفن العدو. قصف الطيران الكثيف، الزورق الأول، الذى كان يضم القائد، فأغرقه، وبدا أن الخطة قد تعرضت لإرباك شديد. في تلك الأثناء، لمحنا الزورق الذى يضم جول جمّال وهو يقترب بسرعة شديدة من المدمِّرة جان بارت، ويكاد يلتصق بها".

استشهد جول جراء إصابته بعدد من الشظايا المتناثرة من ضرب المدمِّرة، نظراً لقربه الشديد من مكان الانفجار، واستشهد معه 41 من رجال البحرية المصرية.

وعندما سمع أهل اللاذقية بخبر استشهاد جول، قامت المدينة بأكملها لتحتفل احتفالاً غير مسبوق، في خليطٍ من الحزن والفرح، علت فيه أصوات تكبيرات المآذن وأجراس الكنائس..

وفي خطاب من القوات البحرية المصرية إلى البحرية السورية، نعت فيه الشهيد، فقالت: "إنه أول من دعم بحياته أسس التعاون الفعلي بين قواتنا المشتركة، وأول شهيد في عمليات مصرية-سورية، ولا عجب، فقد كان أول دفعته".

وأرسل الرئيس جمال عبد الناصر خطاباً إلى أسرة الشهيد قال فيه: "إن جول جمّال ضحى بروحه في سبيل الدفاع عن أرض العروبة".. ثم قام بمنح اسمه وسام النجمة العسكرية من الطبقة الأولى.

تحّل ذكرى استشهاد جول إلى أمثولة عز نظيرها في التاريخ العسكري. وإذا كانت مصر وسوريا قد خاضتا حرباً مشتركة ضد العدو الإسرائيلي في العام 1973، إلا أنهما خاضتا تلك الحرب كلٌ على جبهته، لتظل حال جول جمَّال حدثاً فريداً وملهماً.

التكريم

تمَّ اطلاق اسم جول جمّال على أحد شوارع حي المهندسين بمدينة الجيزة في مصر، وأحد شوارع منطقة رشدي في مدينة الإسكندرية. كما أطلق اسمه على أحد شوارع رام الله في فلسطين المحتلة.

أرسل الرئيس جمال عبد الناصر خطاباً إلى أسرة الشهيد قال فيه: "إن جول جمّال ضحى بروحه في سبيل الدفاع عن أرض العروبة".. ثم قام بمنح اسمه وسام النجمة العسكرية من الطبقة الأولى. ومُنح براءة الوسام العسكري الأكبر من الحكومة السورية، وبراءة الوشاح الأكبر من بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس في دمشق، ووسام القديسين بطرس وبولس من درجة الوشاح الأكبر.

مُنح براءة الوسام العسكري الأكبر من الحكومة السورية، وبراءة النجمة العسكرية من الرئيس جمال عبد الناصر، وبراءة الوشاح الأكبر من بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس في دمشق، ووسام القديسين بطرس وبولس من درجة الوشاح الأكبر.

كرمته الجمعية الخيرية في بلدة المشتاية في حمص بتمثال جداري، لا يزال موجوداً في بهو المدرسة الثانوية التي سُمِّيت باسمه. وتحتفل محافظة كفر الشيخ المصرية بيوم 4 تشرين الثاني / نوفمبر الذي صار عيداً رسمياً في المحافظة، تخليداً لعملية البرلس وشهدائها البواسل.

مقالات من العالم العربي

لهيب غزّة الذي يلسع العالم..

2025-05-29

هنا يتوقف الكلام. كلّ إضافةٍ تبدو فائضة، وربما وقحة.. لا شيءَ يُضاف إلى الأهوال التي تقولها صورة الطفلة ورد وهي تعبر خلال ألسنة اللهب – تلكَ الكافية لإحراق عيون الكوكب.

الرحلة السلافية إلى الديار النابلسية: في الطريق إلى الناصرة

فُرِضتْ الانجليزية والفرنسية على أهل بلدان المشرق بعد هزيمة الإمبراطورية العثمانية في الحرب الكونية (1914-1918)، وقد اتخذ الاحتلال الإنكليزي–الفرنسي للبلاد طابع "الانتداب"، وكان ممهِّداً لاحتلال فلسطين من قبل العصابات الصهيونية....

التغيُّر الديموغرافي القسري في فلسطين من النظرية الى التطبيق

الهندسة الاستعماريّة بتجليّاتها المختلفة، الشوارع، والحدود، والبنية التحتية، والطرق الالتفافية... هدفها إزالة الفلسطيني بشكل تدريجي. فبينما تتوسع البؤر الاستيطانية (enclaves) لتصبح مدناً تحيط بالمناطق الفلسطينية المجاورة (exclaves) وتحاصرها، يُصبح الشعب...

للكاتب نفسه

"دمنهور": الازدهار والتدهور

فقدت "دمنهور" في أقل من عقدين من الزمن كل ما كان يميزها على المستوى الاقتصادي، مع تراجع الصناعات المهمة. ارتفعت معدلات البطالة في المدينة، وصار المشروع الأبرز هو "المقهى"، حيث...