«شاهدت عبر التلفزيون الرسمي في الجزائر، مظاهر الاحتفال بعيد العمال في الوطن، وريبورتاجات حول المسار التاريخي للحركة النقابية، وقد علمت مدى «النفاق النضالي» الذي استنزف جموع العمال المغبونين على حالهم. وأسفت على خرافة اللافتات المحمولة والإضرابات المتكررة، كما تأكدت أن «الخدامين كامل محشيتلهم هنا»... في النشرة الإخبارية التي بثت احتفالات عمال الجزائر بعيدهم، شاهدتُ ريبورتاجاً حول الاحتجاجات التي شنّها العمال في العالم في هذا اليوم، ولنفهم الفرق!
عندنا الأوضاع مزرية و«الأفواه الرسمية» تحتفل بعمالها. عند الأوربيين والآسيويين الأوضاع في أحسن ما يكون ورغم هذا يحتج العمال مطالبين بتحسين أوضاعهم إلى مستويات أرفع. نقابات العمال في الجزائر حبر على ورق، واجتماعات اعتباطية هدفها المصلحة الخاصة على حساب رقاب العمال المساكين. ففي الوقت الذي تتزايد فيه احتجاجات العمال ومصاريفهم في مختلف القطاعات تهمل الوزارات الوصية مطالبهم، وتسُن قرارات وأطر بعيدة عن الواقع لأجل تقنين العمل وتحجيم قيمة العامل في الجزائر. ففي الوقت الذي «يَتفرعَن» فيه أرباب العمل على موظفيهم، ويسومونهم سوء المعاملة بأجر بخس ، تـُلقـَى على كاهل العمال مهام صعبة ومسؤوليات متتابعة، لا تتناسب وهذه الأجور. بينما يحصل أصحاب رؤوس الأموال على المليارات من الصفقات المشبوهة، والاختلاسات والفساد المالي».
من المدونة الجزائرية «معمر العيساني»
http://maamaraissani.blogspot.com/2013/05/blog-post_5322.html